للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الله - صلى الله عليه وسلم - عن البيعِ والابتياعِ، وعن تناشدِ الأشعارِ في المساجد". رواه أحمد، وأبو داود، والنسائي، والترمذي وحسَّنه (١).

ورأى عِمران القصير (٢) رجلًا يبيع في المسجد، فقال: يا هذا، إن هذا سوق الآخرة، فإن أردت البيع، فاخرج إلى سوق الدنيا (٣).

(فإن فَعَل) أي: باع أو اشترى في المسجد (فباطل) قال أحمد (٤): وإنما هذه بيوت الله، لا يُباع فيها ولا يُشترى. وجوَّز


(١) أحمد (٢/ ١٧٩)، وأبو داود في الصلاة، باب ٢٢٠، حديث ١٠٧٩، والنسائي في المساجد، باب ٢٢، ٢٣، حديث ٧١٣، ٧١٤، وفي الكبرى (١/ ٢٦٢)، حديث ٧٩٣، ٧٩٤، وفي عمل اليوم والليلة ص/ ٢١٨، حديث ١٧٣، والترمذي في الصلاة، باب ٢٤٠، حديث ٣٢٢. وأخرجه - أيضًا - ابن ماجه في المساجد والجماعات، باب ٥، حديث ٧٤٩، والفاكهي في أخبار مكة (٢/ ١٢٠) حديث ١٢٦٧، وابن خريمة (٢/ ٢٧٤، ٢٧٥) حديث ١٣٠٤، ١٣٠٦, والبيهقي (٢/ ٤٤٨)، والبغوي في شرح السنة (٢/ ٣٧٢) حديث ٤٨٥. قال الترمذي بعد أن حسَّنه: ومن تكلم في حديث عمرو بن شعيب إنما ضعَّفه لأنه يحدِّث عن صحيفة جدِّه كأنهم رأوا أنه لم يسمع هذه الأحاديث من جدِّه. قال الحافظ ابن حجر في الفتح (١/ ٥٤٩): وإسناده صحيح إلى عمرو فمن يصحِّح نسخته يصحِّحه. وقال في نتائج الأفكار (١/ ٢٩٧): هذا حديث حسن.
(٢) هو عمران بن مسلم، أبو بكر البصري الصوفي القصير، عداده في صغار التابعين. انظر التاريخ الكبير (٦/ ٤١٩)، وسير أعلام النبلاء (٦/ ٢٢٥).
(٣) لم نقف على مَن رواه مسندًا. وأورده - أيضًا - ابن قدامة في المغني (٤/ ٤٧٩). وأخرج الإمام مالك في الموطأ (١/ ١٧٤)، أنه بلغه أن عطاء بن يسار كان إذا مرَّ عليه بعض من يبيع في المسجد دعاه فسأله: ما معك، ما تريد؟ فإن أخبره أنه يريد أن يبيعه قال: عليك بسوق الدنيا، وإنما هذا سوق الآخرة. وأورده المرُّوذي في الورع ص/ ٥٩.
(٤) انظر مسائل ابن هانئ (٢/ ٤) رقم ١١٨٣، والورع ص/ ٥٩.