للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

(وكان) - صلى الله عليه وسلم - في حَجَّة الوداع (قارنًا. نصًّا) قال أحمد (١): لا أشكُّ أنه كان قارنًا، والمتعةُ أحبُّ إليَّ. انتهى. واستدل (٢) له بما روى أنس: سمعتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - يُلبِّي بالحَج والعُمْرَةِ جَميعًا، يقُولُ: "لَبَّيكَ عُمْرَةٌ وحَجًّا". متفق عليه (٣). وقال عمر: سمعتُ النبي - صلى الله عليه وسلم - بوادي العَقِيق يقولُ: "أتَانِي اللْيلَةَ آتٍ من رَبِّي عَزَّ وجَلَّ فقال: صَلِّ في هذا الوادي المباركِ، وقلْ: عُمْرَةٌ في حَجَّةٍ" (٤)، وفي رواية: "قل: عُمْرَة وحَجَّة" (٥). رواهما البخاري.

واعتمر - صلى الله عليه وسلم - بعد الهجرة أربعًا، قال أنس: "حَجَّ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - حَجَّةً واحِدَةً، واعتمرَ أربعَ عُمَرٍ: واحدة (٦) في ذي القعدةِ وعُمرة الحُديبية، وعُمرةً معَ حَجَّتِهِ، وعُمرَةَ الجِعْرانة إذ قَسَمَ غَنيمةَ حُنَينٍ" متفق عليه (٧).


(١) انظر: مسائل صالح (٢/ ١٤٣، ١٤٤)، ومسائل أبي داود ص / ١٠٠، ١٢٤، ١٣٥، ومسائل ابن هانئ (١/ ١٥٢) رقم ٧٥٦.
(٢) مسائل أبي داود ص / ١٠٠.
(٣) البخاري في الحج، باب ٢٧، حديث ١٥٥١، وفي المغازي، باب ٦١، حديث ٤٣٥٣، ومسلم في الحج، حديث ١٢٣٢، ١٢٥١، واللفظ لمسلم.
(٤) البخاري في الحج، باب ١٦، حديث ١٥٣٤، وفي الحرث والمزارعة ، باب ١٦، حديث ٢٣٣٧.
(٥) في الاعتصام بالكتاب والسنة، باب ١٦، حديث ٧٣٤٣.
(٦) في "ح": "كلها" وهو الأقرب كما في روايات الصحيح.
(٧) البخاري في العمرة، باب ٣، حديث ١٧٧٨ - ١٧٨٠، وفي المغازي، باب ٣٥، حديث ٤١٤٨، ومسلم في الحج، حديث ١٢٥٣، ولفظه: قال قتادة: سألت أنسًا كم حج رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: حجة واحدة، واعتمر أربع عمر، كلهن في ذي القعدة إلا التي مع حجته: عمرة من الحديبية أو زمن الحدببية في ذي القعدة، وعمرة من العام المقبل في ذي القعدة، وعمرة من جعرانة حيث قسم غنائم حنين في ذي القعدة، وعمرة مع حجته. هذا لفط مسلم.