للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

(قال ابن حزم (١): اتفقوا على تحريم كل اسم مُعبَّد لغير الله) تعالى (كعبد العزَّى، وعبد عمر، وعبد علي، وعبد الكعبة، وما أشبه ذلك. انتهى. ومثله عبد النبي، وعبد الحسين، كعبد المسيح.

قال ابن القيم (٢): و) أما (قوله - صلى الله عليه وسلم -: "أنا ابن عبد المطلب (٣)". فليس من باب إنشاء التسمية، بل من باب الإخبار بالاسم الذي عُرف به المُسمَّى، والإخبار بمثل ذلك على وجه تعريف المُسمَّى لا يحرم، فباب الإخبار أوسع من باب الإنشاء.

قال (٤): وقد كان جماعة من أهل الدِّين يتورَّعون عن إطلاق قاضي القُضاة، وحاكم الحكام) قياسًا على ما يبغضه الله ورسوله من التسمية بملك الأملاك (وهذا محض القياس.

قال (٤): وكذلك تحريم التسمية بسيد الناس، وسيد الكُلِّ، كما يَحرم بسيد ولد آدم. انتهى) لأنه لا يليق إلا به - صلى الله عليه وسلم - (٥).


(١) مراتب الإجماع ص/ ٢٤٩.
(٢) تحفة المودود ص/ ١٨٩.
(٣) أخرجه البخاري في الجهاد والسير, باب ٥٢، ٦١، ١٦٧، حديث ٢٨٦٤، ٢٨٧٤، ٣٠٤٢، وفي المغازي، باب ٥٤، حديث ٤٣١٥ - ٤٣١٦، ومسلم في الجهاد والسير، حديث ١٧٧٦، عن البراء بن عازب - رضي الله عنه -.
(٤) تحفة المودود ص/ ١٩٠.
(٥) أخرج البخاري في الأنبياء، باب ٣، حديث ٣٣٤٠، وفي التفسير: سورة الإسراء، باب ٥، حديث ٤٧١٢، ومسلم في الإيمان، حديث ١٩٤، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - مرفوعًا، قال - صلى الله عليه وسلم -: أنا سيد القوم، وفي لفظ: سيد الناس يوم القيامة … الحديث. وأخرج مسلم - أيضًا - في الفضائل، حديث ٢٢٧٨، من أبي هريرة - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "أنا سيد ولد آدم يوم القيامة، وأول من ينشق عنه القبر، وأول شافع، وأول مُشفَّع".