للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ابن عباس في قوله تعالى: {وَلَا تَعْتَدُوا} (١) يقول: "لا تقتلوا النساء والصبيانَ والشيخ الكبيرَ" (٢). ولأنه ليس من أهل القتال أشبه المرأة، ويحمل ما روي (٣) على قتل المقاتلة الذين فيهم قوة، مع أنه عام، وخبرنا خاص بالهِمِّ (٤)، فيقدَّم عليه.

(وزَمِن، وأعمى) لأنه ليس فيهما نكاية؛ فأشبها الشيخ الفاني.

(وفي "المغني"). والشرح": (وعبد، وفلَّاح) لا يقاتل؛ لقول عمر: "اتّقُوا الله في الفَلّاحِينَ الذينَ لا يَنْصِبُون لكم الحَرْب" (٥)؛ ولأن


(١) سورة البقرة، الآية: ١٩٠.
(٢) أخرجه ابن جرير في تفسيره (٢/ ١٩٠)، وابن أبي حاتم في تفسيره (١/ ٣٢٥) رقم ١٧٢١.
(٣) وهو ما أخرجه أبو داود في الجهاد، باب ١١١، حديث ٢٦٧٠، والترمذي في السير، باب ٢٩، حديث ١٥٨٣، وسعيد بن منصور (٢/ ٢٥٦) حديث ٢٦٢٤، وابن أبي شيبة (١٢/ ٣٨٨)، وأحمد (٥/ ١٢، ٢٠)، والطبراني في الكبير (٧/ ٢٦٢)، حديث ٦٩٠١، وفي مسند الشاميين (٤/ ٢٩) حديث ٢٦٤١، والبيهقي (٩/ ٩٢)، وابن عبد البر في التمهيد (١٦/ ١٤٢)، والبغوي في شرح السنة (١١/ ٤٧) حديث ٢٦٩٥ عن الحسن عن سمرة - رضي الله عنه - مرفوعًا: "اقتلوا شيوخ المشركين، واستحيوا شَرخهم".
زاد الترمذي: والشرخ الغلمان الذين لم ينبتوا.
وقال: حسن صحيح غريب. اهـ.
وذكره السيوطي في الجامع الصغير (٢/ ٦٠ مع الفيض) ورمز لصحته.
وقال البيهقي (١/ ١٥٩، ٨/ ٧٥، ٥/ ٢٨٨): وفي إسناده الحجاج بن أرطاة، وهو غير محتج به، والحسن عن سمرة منقطع في غير حديث العقيقة. وضعفه ابن حزم في المحلى (٧/ ٢٩٨)، وعبد الحق الإشبيلي في الأحكام الوسطى (٣/ ٤٤).
(٤) في "ذ": "بالهرم"، والهِمُّ: الشيخ الفاني. القاموس المحيط ص/ ١١٧١، مادة: (همم).
(٥) أخرجه يحيى بن آدم في الخراج ص/ ٥٢، رقم ١٣٢، وسعيد بن منصور (٢/ ٢٥٦)، =