للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

في الصَّلاةِ، ولا القراءَة في كنائسنا فيما يحضره المسلمون، وأن لا نُظهر صليبًا ولا كتابًا في سُوق المسلمينَ، وأنْ لا نخرج باعوثًا (١) ولا شعانين (٢)، ولا نَرفَعَ أصواتنا مع موتانا، وأن لا نُجاورَهُم بالجنائزِ، ولا نُظْهِر شِرْكًا" (٣).

(و) يُمنعون -أيضًا- من إظهار (أكل وشُرْب في نهار رمضان، ومن إظهار بيع مأكول فيه كشواء، ذكره القاضي) لما فيه من المفاسد. قال في "المبدع": فظهر أنه ليس لهم إظهار شيء من شعار دينهم في دار الإسلام، لا وقت الاستسقاء ولا لقاء الملوك، ولا غير ذلك. وقاله الشيخ تقي الدين (٤).

(و) يُمنعون (من شراء مصحف، وكتاب فقه، وحديثِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -) قال في "المستوعب": أو أخبار صحابته.

(و) يُمنعون (من ارتهان ذلك، ولا يصحان) أي: بيع ورهن المصحف وما عطف عليه لهم؛ لقوله تعالى: {وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ} (٥) ولما يؤدَّي إليه ذلك من امتهان كلام الله تعالى وكلام رسوله - صلى الله عليه وسلم -.


(١) الباعوث: صلاة ثاني عيد الفصح عند النصارى الشرقيين، أو الصلاة في طلب المطر، وهي كلمة سريانية معناها: الطلبة والابتهال. محيط المحيط (١/ ١٤) مادة (بعث).
(٢) الشعانين: ويقال: السعانين. عيد للنصارى قبل عيد الفصح بأسبوع يخرجون فيه بصلبانهم، وهي كلمة عبرانية معرَّبة معناها: خَلّصنا. محيط المحيط (١/ ٤١٣) مادة (سعنن).
(٣) تقدم تخريجه (٧/ ٢٤٣)، تعليق رقم (٣).
(٤) الاختيارات الفقهية ص / ٤٦٠.
(٥) سورة المائدة، الآية: ٢.