للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

"شرى"، وكذلك "شرى" يكون للمَعنيين. وقال الزجَّاج (١) وغيره: باع وأباع بمعنىً.

واشتقاقه من "الباع" في قول الأكثر، منهم صاحبُ "المغني" و"الشرح" لأن كل واحد يمدُّ باعه للأخذ والإعطاء (٢). وذكرتُ في الحاشية ما رُدَّ به ذلك، والجوابَ عنه.

ومعناه لغةً: دفعُ عِوَض، وأخذ مُعَوَّض (٣) عنه.

وشرعًا: (مبادلة مال) من نَقْدٍ أو غيره، معيَّن أو موصوف (ولو) كان المال (في الذِّمة) كعبد وثوب، صفتُه كذا (أو) مبادلةُ (منفعة مباحة) على الإطلاق، بأن لا تختص إباحتها بحال دون حال (كـ) ـنفع (ممر الدار) وبقعةٍ تُحفر بئرًا (بمثل أحدهما) أي: بمال أو منفعة مباحة، والجارُّ متعلِّق بـ"مبادلة"، وشمل صورًا:

بيع نحو عبدٍ بثوب، أو دينار في الذمة، أو ممر في دار. وبيعُ نحو دينارٍ في ذِمة لمن هو عليه بدراهمَ معينة، أو في الذمة إذا قُبضت قبل التفرُّق، أو بممر دار. وبيعُ نحو ممرِّ دار بعبد أو دينار في ذِمة، أو ممر آخر.

ومعنى المبادلة: جَعْلُ شيء في مقابلة آخر. وأتى بصيغة المفاعلة؛ لأن البيع لا يكون إلا بين اثنين حقيقة أو حكمًا، كتولِّي طرفي العقد. وعَدَل عن التعبير بعين مالية، لأن ما ذكره أخصر، ولأن المبيع يجوز أن يكون معينًا، وأن يكون في الذمة.


(١) كتاب فعلت وأفعلت ص / ٧.
(٢) انظر المطلع ص / ٢٢٧ وقد تعقّب المؤلف فيما ذكر.
(٣) في "ذ": "عوض".