للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

(أو) أن (يُجرِيَ لها ماء) بأن يسوق إليها ماء نهر، أو بئر (إن كانت لا تُزرع إلا به) أي: بالماء المسوق إليها؛ لأن نفع الأرض بالماء أكثر من الحائط.

(أو) أن (يحفِر فيها بئرًا يكون فيها ماء، فإن لم يصل إلى الماء، فهو كالمتحجر الشارع في الإحياء، على ما يأتي) تفصيله.

قال في "التلخيص" وغيره: وإن خرج الماء، استقر ملكه، إلا أن تحتاج إلى طَي، فتمام الإحياء طَيها.

(أو) أن (يغرِس فيها شجرًا) بأن كانت لا تصلح للغراس لكثرة أحجارها أو نحوها، فينقِّيها ويغرسها؛ لأنه يُراد للبقاء، كالحائط.

(أو) أن (يمنع) عن الموات (ما لا (١) يمكن زرعها إلا بحبسه عنها، كأرض البطائح) لأن بذلك يتمكَّن من الانتفاع بها، ولا يُعتبر أن يزرعها ويسقيها.

(وإن كان المانع من زَرْعِها كثرة الأحجار كأرض اللَّجَاة (٢)) ناحية بالشام (فإحياؤها بقلع أحجارها وتنقيتها. وإن كانت غياضًا وأشجارًا، كأرض الشعراء (٣)، فبأن يقلع أشجارها، ويزيل عروقها المانعة من الزرع) لأنه الذي يتمكَّن به من الانتفاع بها.

(ولا يحصُل الإحياء بمجرد الحَرْث والزَّرْع) لأنه لا يُراد للبقاء،


(١) في متن الإقناع (٣/ ٢٢): "ماءً لا يمكن".
(٢) اللَّجاة: اسم للحرَّة السوداء التي بأرض صَلْخَد بأرض حوران من نواحي الشام، فيها قرىً ومزارع وعمارة واسعة يشملها هذا الاسم. انظر: معجم البلدان (٥/ ١٣).
(٣) "الشعراء" كذا في الأصل و"ذ"، وفي متن الإقناع (٣/ ٢٢)، والمغني (٨/ ١٧٨)، والمبدع (٥/ ٢٥٦): "الشعرى". والشِّعرى: بالقصر، جبل عند حرَّة بني سُليم. معجم البلدان (٣/ ٣٤٩).