للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

رَوحٍ وَجد غُلامًا له مع جاريته، فَقَطع ذكرَه وجدَع أنفهُ، فأتى العبدُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - فذكر ذلك له، فقال له النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: ما حَملك على ما فعلت؟ قال: فعَل كذا وكذا، قال: اذهب فأنت حرٌّ" رواه أحمد (١) وغيره.

والاستكراه على الفاحشة في معنى التمثيل، وحيث تقرر أنه يعتق بالتمثيل فإنه يعتق (ولو كان عليه) أي: على السيد أو العبد الذي مثَّل به (دين) ولو تعلَّق برقبة العبد، كما لو أعتقه بالقول.

(وله) أي: للسيد الذي مثَّل برقيقه (ولاؤه) لحديث: "الولاءُ لمن أعتق" (٢) وكما لو عتق عليه بغير ذلك. وقيل: ولاؤه لبيت المال.

(ولا عتق) حاصل (بضربه) أي: الرقيق (وخدشه، ولعنه) لأنه لا نص في العتق بذلك، ولا هو في معنى المنصوص عليه، فلم يعتق بذلك كما لو هَّدده.

(ولو مثَّل) سيد (بعبد مشترك) بينه وبين غيره (سرى العتق) من نصيب الممثِّل (إلى باقيه بشرطه) وهو أن يكون الممثل موسرًا بقيمة باقيه فاضلة كفطرة (وضمن) الممثل (للشريك) قيمة حصته يوم عتقه (ذكره ابن عقيل) قياسًا على ما لو أعتق نصيبه بالقول.

و (لا) عتق (إذا مثَّل بعبد غيره) لأنه لا يملك عتقه بالقول، فأولى


(١) (٢/ ١٨٢). وأخرجه -أيضًا- أبو داود في الديات، باب ٧، حديث ٤٥١٩، وابن ماجه في الديات، باب ٢٩، حديث ٢٦٨٠، وعبد الرزاق (٩/ ٤٣٨) حديث ١٧٩٣٢، وابن سعد (٧/ ٥٠٦)، وسحنون في المدونة (٧/ ٢١٩)، والطبراني في الكبير (٥/ ٢٦٨) حديث ٥٣٠١، والبيهقي (٦/ ٣٦)، وابن بشكوال في الغوامض والمبهمات (١/ ٣٥٠) حديث ٣٠٨.
قال الهيثمي في مجمع الزوائد (٦/ ٢٨٨ - ٢٨٩): رواه أحمد ورجاله ثقات.
(٢) تقدم تخريجه (٥/ ١٤٣) تعليق رقم (١).