والعمل في هذا الباب على حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - لا نكاح إلا بولي عند أهل العلم". ثم سرد بعض أسماء الصحابة، والتابعين، وتبع التابعين. وقال ابن حبان (٩/ ٣٨٥): "هذا خبر أوهم من لم يحكم صناعة الحديث أنه منقطع، أو لا أصل له؛ بحكاية حكاها ابن علية عن ابن جريج في عقب هذا الخبر، قال: ثم لقيت الزهري، فذكرت ذلك له، فلم يعرفه. وليس هذا مما يهي الخبر بمثله، وذلك أن الخيِّر الفاضل المتقن الضابط من أهل العلم قد يحدث بالحديث، ثم ينساه, وإذا سئل عنه لم يعرفه, فليس بنسيانه الشيء الذي حدث به بدالٍّ على بطلان الخبر". وقال الحاكم (٢/ ١٦٨): "فقد صح وثبت بروايات الأئمة الأثبات سماع الرواة بعضهم من بعض، فلا تعلل هذه الروايات بحديث ابن علية، وسؤاله ابن جريج عنه، وقوله: إني سألت الزهري عنه، فلم يعرفه، فقد ينسى الثقة الحافظ الحديث بعد أن حدث به، وقد فعله غير واحد من حفاظ الحديث". وقال ابن الجوزى في التحقيق (٢/ ٢٥٦): "وإذا ثبت هذا عن الزهريّ كان نسيانًا منه، وذلك لا يدل على الطعن في سليمان، لأنه ثقة، ويدل على أنه نسي: أن هذا الحديث قد رواه عنه جعفر بن ربيعة، ورواه ابن عبد الرحمن، وابن إسحاق، فدل على ثبوته عنه، والإنسان قد يحدث وينسى. وقد جمع الدارقطني جزءًا في من حدث ونسي". قلنا: هذا ولم ينفرد به سليمان بن موسى، عن الزهري، بل تابعه كل من: جعفر بن ربيعة: أخرجه أبو داود حديث ٣٠٨٤، وأحمد (٦/ ٦٦)، وأبو يعلى (٨/ ٢٥١) حديث ٤٨٣٧، والطحاوي (٣/ ٧)، والدارقطني في العلل (٥/ ق ١١٦)، والبيهقي (٧/ ١٠٦)، وفي معرفة السنن والآثار (١٠/ ٣٢)، وابن عبد البر في التمهيد (١٩/ ٨٧)، من طرق، عن ابن لهيعة، عن جعفر بن ربيعة. قال أبو داود: جعفر لم يسمع من الزهري، كتب إليه. وحجاج بن أرطاة: أخرجه ابن ماجه في النكاح، باب ١٥، حديث ١٨٨٠، وابن أبي شيبة (٤/ ١٣٠)، وأحمد (٦/ ٢٦٠)، وأبو يعلى (٤/ ٣٨٦) حديث ٢٥٠٨، =