للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقيل: كفر لمخالفته الأمر الشفاهي من الله تعالى، فإنه سبحانه خاطبه بذلك.

قال الشيخ برهان الدين ولد صاحب "الفروع" في الاستعاذة له (١): وقال جمهور الناس: كفر إبليس لأنه أبى واستكبر، وعاند، وطعن، وأصر، واعتقد أنه محق في تمرده، واستدل بأنا خير منه، فكأنه ترك السجود لآدم تسفيهًا لأمر الله تعالى وحكمته، وعن هذا الكبر عبر النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم - بقوله: "لا يدخلُ الجنةَ منْ في قلبِهِ مثقالُ ذرةٍ من كبر" (٢).

قال الإمام أحمد رحمه الله تعالى في رواية الميموني: إنما أمر بالسجود، فاستكبر، وكان من الكافرين، والاستكبار كفر.

وقالت الخوارج: كفر بمعصية الله تعالى، وكل معصية كفر. وهذا قول باطل بالكتاب والسنة، وإجماع الأمة.


(١) ص/ ٢٨.
(٢) أخرجه مسلم في الإيمان، حديث ٩١، من حديث عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه -, بلفظ: "من كان في قلبه . . .".