للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

"جاءت امرأةٌ من بني بَيَاضَةَ بنصفِ وَسْقِ شعيرٍ، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: أطعمْ هذا، فإنَّ مُدَّي شعيرٍ مكان مُدِّ بُرٍّ" وعلى هذا يُحمل ما رُوي عن أبي سلمة، عن سلمة بن صخر أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أعطاه مكيلًا (١) فيه خمسة عشر صاعًا، فقال: "أطعمْ ستين مسكينًا" وذلك لكُلِّ مسكينٍ مُدٌّ؛ رواه الدارقطني (٢) وهو للترمذي (٣) بمعناه.

(ولا) يجزئ (من التمر، والشعير، والزبيب، والأقِطِ أقلُّ من مُدَّين) لقوله - صلى الله عليه وسلم -: "فإن مُدَّيْ شعير مَكَانَ مُدِّ بُرٍّ" (٤) وهو مرسل جيد.

(ولا من خُبْزِ البُرِّ أقلُّ من رَطلين بالعراقي) لأن الغالب أن ذلك لا يبلغ مُدًّا (ولا من خُبْزِ الشعير أقلُّ من أربعة أرطال) بالعراقي إن قلنا بإجزاء الخبز (إلا أن يَعلمَ أنه) أي: المخرَج من الخبز (مُدٌّ من البُرِّ، أو مُدَّان من الشعير) فيجزئ؛ لأنه الواجب.

(فإذا أخذ من دقيق البُرِّ ثلاثة عشر رَطلًا وثلثًا) من رَطل عراقي (أو) أخذ (من الشعير مِثْليه) ستة وعشرين وثلثي رَطل عراقية (فَخَبَزَ) ذلك (وقسم على عشرة مساكين في كفَّارة اليمين؛ أجزأ، ولو لم يبلغ خُبْزُ البُرِّ عشرين رَطلًا، ولا) بلغ (خبز الشعير أربعين رَطلًا، وكذا في سائر الكفَّارات) لأنه أخرج الواجب.


= (٤/ ٣٨٣، ١١/ ٩٥)، وعزاه إلى أحمد عن إسماعيل، عن أيوب، عن أبي يزيد المدني، به مرسلًا، وأخرجه - أيضًا - عبد بن حميد في تفسيره - كما في الدر المنثور (٨/ ٧٣) -، والحارث بن أبي أسامة - كما في بغية الباحث ص/ ١٦٢، رقم ٥٠٣ -، عن أبي يزيد المدني، بنحوه، مرسلًا, وذكره البيهقي (٧/ ٣٩٢ - ٣٩٣) معلقًا.
(١) في "ح": "مكتلًا".
(٢) (٣/ ٣١٦). وتقدم تخريجه (١٢/ ٤٨٢) تعليق رقم (٤).
(٣) في تفسير القرآن، باب ٥٨، حديث ٣٢٩٩.
(٤) تقدم تخريجه (١٢/ ٥٠٦) تعليق رقم (٨).