للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

للرجال؛ إذِ اللعان مبني على التغليظ؛ للردع والزجر، وفِعله في الجماعة أبلغ في ذلك.

(ويُستحبُّ ألا ينقصوا عن أربعة) لأن بيّنة الزنى - الذي شرع اللعان من أجل عدم الرضا به - أربعة. قال في "المبدع": وليس بواجب، بغير خلاف نعلمه (في الأوقات والأماكن المُعظَّمة) لأن ذلك أبلغ في الردع (ففي) المكان؛ في (مكة، بين الرُّكن) الذي به الحجر الأسود (والمقام) قال في "المبدع": ولو قيل: بالحِجْر، لكان أولى؛ لأنه من البيت (وبالمدينة عند منبر النبي - صلى الله عليه وسلم -) مما يلي القبر الشريف؛ لقوله - صلى الله عليه وسلم -: "ما بينَ قَبري ومنْبري روْضةٌ مِن رِياضِ الجنَّةِ" (١)


(١) روي عن جماعة من الصحابة - رضي الله عنهم -، منهم:
أ - أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه -: أخرجه البخاري في التاريخ الكبير (١/ ٣٩٢)، وأحمد (٣/ ٦٤)، وأبو يعلى (٢/ ٤٩٦) حديث ١٣٤١، والطحاوي في شرح مشكل الآثار (٧/ ٣١٨) حديث ٢٨٧٩، وأبو الشيخ في طبقات المحدثين (٢/ ٣٦٢) حديث ٢٩٠، وأبو نعيم في أخبار أصبهان (١/ ٩٢)، والخطيب في تاريخه (٤/ ٤٠٣)، من طريق أبي بكر بن عبد الرحمن، عن عبد الله بن عمر، عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه -.
وأبو بكر هو: أبو بكر بن عمر بن عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر، قال ابن حجر في التقريب (٨٠٤١): ثقة، وروايته عن جد أبيه منقطعة.
ب - عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: أخرجه الطحاوي في شرح مشكل الآثار (٧/ ٣١٦) حديث ٢٨٧٤، والعقيلي (٤/ ٧٢)، والخطيب في تاريخه (١٢/ ١٦٠)، من طريق أحمد بن يحيى المسعودي، عن مالك، عن نافع، عن ابن عمر - رضي الله عنهما -.
وأحمد بن يحيى المسعودي قال عنه الذهبي في المغني (١/ ٦٢) رقم ٤٨٣: ضعفه الدارقطني وغيره. وتابعه عبد الله بن نافع الصائغ، وحباب بن جبلة عند العقيلي (٤/ ٧٣). وعبد الله بن نافع قال عنه ابن حجر في التقريب (٣٦٧٣): ثقة صحيح الكتاب، في حفظه لين. وحباب بن جبلة قال عنه الذهبي في المغني (١/ ١٤٥) رقم ١٢٧٣: قال الأزدي: كذاب. =