قال القرطبي: "الرواية الصحيحة "بيتي" ويروى "قبري" وكأنه بالمعنى؛ لأنه دفن في بيت سكناه" فتح الباري (٣/ ٧٠). وقال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - في مجموع الفتاوى (١/ ٢٣٦): والثابت عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة"، هذا هو الثابت في الصحيح، ولكن بعضهم رواه بالمعنى، فقال: قبري، وهو - صلى الله عليه وسلم - حين قال هذا القول لم يكن قد قُبر بعد - صلوات الله وسلامه عليه - ولهذا لم يحتج بهذا أحد من الصحابة، لما تنازعوا في موضع دفنه، ولو كان هذا عندهم لكان نصًّا في محل النزاع، ولكن دفن في حجرة عائشة في الموضع الذي مات فيه، بأبي هو وأمي، صلوات الله عليه وسلامه. (١) قال شيخ الإسلام ابن تيمية في اقتضاء الصراط المستقيم (٢/ ٣٤٨): وقد ذكر طائفة من متأخري الفقهاء، من أصحابنا وغيرهم: أن اليمين تغلظ ببيت المقدس، بالتحليف عند الصخرة، كما تغلظ في المسجد الحرام، بالتحليف بين الركن والمقام، وكما تغلظ في مسجده - صلى الله عليه وسلم - بالتحليف عند قبره، ولكن ليس لهذا أصل في كلام أحمد ونحوه من الأئمة، بل السنة أن تغلظ اليمين فيها كما تغلظ في سائر المساجد عند المنبر، ولا تغلظ اليمين بالتحليف عند ما لم يشرع للمسلمين تعظيمه، كما لا تغلظ بالتحليف عند المشاهد ومقامات الأنبياء، ونحو ذلك. ومن فعل ذلك فهو مبتدع ضال، مخالف للشريعة. (٢) سورة المائدة، الآية: ١٠٦. (٣) ذكره الطبري في تفسيره (٧/ ١٠٩ - ١١٠)، وابن كثير في تفسيره (٣/ ٢١٢).