للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الفلاح، فقال: لا حول ولا قوة إلا بالله، ثم قال: الله أكبر، الله أكبر، فقال: الله أكبر، الله أكبر، ثم قال: لا إله إلا الله، فقال: لا إله إلا الله، مخلصًا من قلبه دخل الجنة" رواه مسلم (١).

وإنما لم يتابعه في الحيعلة لأنه خطاب، فإعادته عبث، بل سبيله الطاعة، وسؤال الحول والقوة، وتكون الإجابة عقب كل جملة للخبر.

والأصل في استحباب إجابة المقيم، ما روى أبو داود بإسناده عن بعض أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - "أن بلالًا أخذَ في الإقامةِ، فلما أن قال: قد قامت الصلاة، قال النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: أقامَها الله وأدامَها" (٢) وقال في سائر ألفاظ الإقامة: كنحو حديث عمر في الأذان.

وإنما استحبت الإجابة للمؤذن والمقيم على ما تقدم, ليجمع بين أجر الأذان، والإقامة، والإجابة.

والحيعلة هي قول: حي على الصلاة، حي على الفلاح، على أخذ الحاء والياء من "حي", والعين واللام من "على كما يقال: الحوقلة في "لا حول ولا قوة إلا بالله" على أخذ الحاء من حول، والقاف من قوة، واللام من اسم الله تعالى، وتقدم معناها.


(١) في الصلاة، حديث ٣٨٥.
(٢) رواه أبو داود في الصلاة، باب ٣٧، حديث ٥٢٨ عن محمد بن ثابت العبدى عن رجل من أهل الشام عن شهر بن حوشب، عن أبي أمامة، أو عن بعض أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -. ومن طريقه رواه البيهقي (١/ ٤١١). وقال المنذري في مختصر سنن أبي داود (١/ ٢٨٥): في إسناده رجل مجهول، وشهر بن حوشب تكلم فيه غير واحد، ووثقه الإمام أحمد ويحيى بن معين. وقال النووي في المجموع (٣/ ١١٨): حديث ضعيف، لأن الرجل مجهول، ومحمد بن ثابت العبدي ضعيف بالاتفاق، وشهر مختلف في عدالته.