للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقالت عائشة: "ما رأيت أحدًا أشد تعجيلًا للظهرِ من رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، ولا من أبي بكرٍ، ولا من عمر" (١) حديث حسن.

(وتحصل فضيلة التعجيل بالتأهب لها) أو لغيرها مما يسن تعجيلها (إذا دخل الوقت) بأن يشتغل بأسباب الصلاة من حين دخول الوقت, لأنه لا يعد حينئذ متوانيًا ولا مقصرًا.

(إلا في شدة حر، فيسن التأخير، ولو صلى وحده حتى ينكسر) الحر، لحديث أبي هريرة مرفوعًا: "إذا اشتدّ الحرُّ فأبردوا بالصلاةِ، فإن شدة الحرِّ من فيحِ جهنمَ" متفق عليه (٢)، وفي لفظ: "أبردوا بالظهرِ" (٣).

وفيح جهنم: هو غليانها، وانتشار لهبها ووهجها.


(١) أخرجه الترمذي في الصلاة، باب ٤، حديث ١٥٥، وفي العلل الكبير ص/ ٦٤، وعبد الرزاق (١/ ٥٤٣) رقم ٢٠٥٤، وأحمد (٦/ ١٣٥)، والطحاوي (١/ ١٨٥)، وابن عدي (٢/ ٦٣٥)، والبيهقي (١/ ٤٣٦)، كلهم من طريق حكيم بن جبير، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عائشة، به. وقال الترمذي: حديث حسن.
وقال في العلل الكبير ص/ ٦٤: سألت محمدًا عن حديث حكيم بن جبير، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عائشة. . . الحديث، فقال: يروى هذا - أيضًا - عن حكيم، عن سعيد بن جبير، عن عائشة، وهو حديث فيه اضطراب.
وحكى الدارقطني في العلل (٥/ ١٢٧) أوجه الاختلاف، ورجح رواية من رواه عن حكيم بن جبير، عن إبراهيم، به.
ومدار الحديث على حكيم بن جبير، وهو ضعيف. انظر الكاشف (١/ ٣٤٧)، تهذيب الكمال (٧/ ١٦٥ - ١٦٨)، والتقريب (١٤٦٨).
(٢) البخاري في المواقيت، باب ٩، حديث ٥٣٣، ٥٣٦، ومسلم في المساجد، حديث ٦١٥.
(٣) أخرجه البخاري في المواقيت، باب ٩، حديث ٥٣٨، عن أبي سعيد - رضي الله عنه -. والنسائي في المواقيت، باب ٥، حديث ٥٠٠، عن أبي موسى - رضي الله عنه -.