للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والبردين، إذا كان يأتيه طرفي النهار، فكأنها سميت باسم وقتها.

(وهي أربع ركعات) إجماعًا (وهي) الصلاة (الوسطى) قال في "الإنصاف": نص عليه الإمام أحمد، وقطع به الأصحاب، ولا أعلم عنه ولا عنهم فيها خلافًا اهـ.

وفي "الصحيحين": "شغلونا عن الصلاة الوسطى حتى غابت الشمسُ" (١) ولمسلم: "شغلونا عن الصلاة الوسطى صلاة العصر" (٢).

وعن ابن مسعود، وسمرة قالا: قال النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "الصلاةُ الوسطى صلاةُ العصرِ" (٣) قال الترمذي: حسن صحيح، وقاله أكثر العلماء من الصحابة وغيرهم.

والوسطى مؤنث الأوسط، وهو أي: الوسط الخيار. وفي صفة النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - "أنه من أوسط قومه" (٤) أي: خيارهم، وليست بمعنى متوسطة، لكون الظهر هي الأولى، بل بمعنى الفضلى.


(١) البخاري في الجهاد، باب ٩٨، حديث ٢٩٣١، وفي المغازي، باب غزوة الخندق, حديث ٤١١١، ومسلم في المساجد, حديث ٦٢٧، عن علي - رضي الله عنه -.
(٢) صحيح مسلم "المساجد"، حديث ٦٢٨، عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه -.
(٣) أخرجه الترمذي في الصلاة، باب ١٩، حديث ١٨١، ١٨٢، وفي تفسير سورة البقرة، حديث ٢٩٨٥، ٢٩٨٣، وحديث سمرة أخرجه - أيضًا - أحمد (٥/ ٧، ١٢، ١٣)، والطحاوي (١/ ١٧٤)، وحسنه البوصيري في إتحاف الخيرة المهرة (٢/ ٦١).
(٤) روى الحاكم (٢/ ٤٤٤) عن ابن عباس - رضي الله عنهما -: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان أوسط بيت في قريش، ليس بطن من بطونهم إلا قد ولده. . . الحديث. وقال: صحيح على شرطهما. ووافقه الذهبي.
ورواه البيهقي في دلائل النبوة (١/ ١٨٥) بلفظ: كان واسط النسب في قريش.