للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الحَدَّ؛ لقوله - صلى الله عليه وسلم -: "العَيْنَانِ تَزنيان وزناهما النظر . . ." الحديث (١) (أو): زنى (بَدَنُكَ) لأن زِناه يحتمل أن يكون بزنى شيء من أعضائه على المعنى السابق غير الفرج.

(ونحو قوله لامرأة رَجُلٍ: قد فضحْتِه) لأنه يحتمل أن يكون: بشكواكِ (و: غطَّيتِ) رأسه (أو: نَكَسْتِ رأسه) لأنه يحتمل أن يكون حياء من الناس (و: جعلتِ له قُرونًا) أي: لأنه يحتمل أنه مُسخَّر منقاد لك كالثور (و: عَلَّقت عليه أولادًا من غيره) أي: لأنه يحتمل: من زوج آخر، أو وطء شُبْهة (و: أفسدتِ فراشه) أي: لأنه يحتمل: بالنشوز والشقاق، أو منع الوطء.

(أو يقول لمن يخاصِمُه: يا حلالَ ابن الحلال) لأنه كذلك حقيقة (ما يَعْرِفك الناس بالزنى) أي: ما أنت زان ولا أمك زانية (أو: يا فاجرة) أي: مخالفة لزوجها فيما يجب طاعتها فيه (يا قَحْبَة) قال السعدي (٢): قحَب البعيرُ والكلبُ: سعل، وهي في زماننا: المعدّة للزنى (أو: يا خبيثة) صفة مُشبَّهة، من خَبُثَ الشيءُ فهو خبيث.

(أو يقول لعربي: يا نَبطي، أو يا فارسي، أو يا رومي) لأنه يحتمل


(١) أخرجه البخاري في الاستئذان، باب ١٢, حديث ٦٢٤٣، وفي القدر، باب ٩، حديث ٦٦١٢، ومسلم في القدر، حديث ٢٦٥٧، من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -.
(٢) الأفعال لابن القطاع السعدي (٣/ ٣٤)، وانظر: المطلع ص/ ٣٧٢.
والسعديُّ هو: علي بن جعفر بن علي السعدي الصَّقَلّيّ المعروف بابن القَطّاع، ولد بِصَقَلِّيّةَ سنة ثلاث وثلاثين وأربعمائة، رحل إلى مصر في حدود سنة خمسمائة، وأقام بها على الإفادة والتصنيف، إلى أن مات بها سنة خمس عشرة - وقيل: أربع عشرة - وخمسمائة رحمه الله تعالى. انظر: إنباه الرواة على أنباء النحاة (٢/ ٢٣٦)، وبغية الوعاة في طبقات اللغويين والنحاة (٢/ ١٥٣).