للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

تَقْدِرُوا عَلَيْهِمْ} (١) والكفار تُقبل توبتهم بعد القدرة (٢) وقبلها، وعن ابن عمر أنها نزلت في المرتدين (٣)؛ لأن سبب نزولها قضية العُرَنيين (٤).

(فإن أخذوا) المال (مختفين فهم سُرَّاق) لأنهم لا يرجعون إلى منعة وقوة، فليسوا بمحاربين (وإن خطفوه وهربوا، فمنتهبون لا قَطْعَ عليهم) لأنهم ليسوا قُطَّاع طريق؛ لما مَرَّ.


= قال المنذري في مختصر سنن أبي داود (٦/ ٢٠٨): في إسناده علي بن الحسين بن واقد، وفيه مقال.
وقال القرطبي في تفسيره (٦/ ١٤٨): الذي عليه الجمهور أنها نزلت في العُرنيين.
(١) سورة المائدة، الآية: ٣٣.
(٢) في "ذ": "القدرة عليهم".
(٣) أخرج أبو داود في الحدود، باب ٣، رقم ٤٣٦٩، والنسائي في المحاربة، باب ٩، رقم ٤٠٥٢، والطبري في تفسيره (٦/ ٢٠٧ - ٢٠٨)، والطبراني في الكبير (١٢/ ٣٢٤) رقم ١٣٢٤٧، والبيهقي (٨/ ٢٨٢)، عن ابن عمر - رضي الله عنهما - أن ناسًا أغاروا على إبل النبي - صلى الله عليه وسلم - فاستاقوها، وارتدوا عن الإسلام، وقتلوا راعي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مؤمنًا، فبعث في آثارهم، فأخذوا فقطع أيديهم وأرجلهم، وسمل أعينهم قال: ونزلت فيهم آية المحاربة.
(٤) أخرج البخاري في الوضوء، باب ٦٦، حديث ٢٣٣، وفي الزكاة، باب ٦٨، حديث ١٥٠١، وفي الجهاد، باب ١٥٢، حديث ٣٠١٨، وفي المغازي، باب ٣٦، حديث ٤١٩٢، وفي التفسير، باب ٥، حديث ٤٦١٠، وفي الطب، باب ٥ - ٦، ٢٩، حديث ٥٦٨٥ - ٥٦٨٦، ٥٧٢٧، وفي الحدود، باب ١٥ - ١٨، حديث ٦٨٠٢ - ٦٨٠٥، وفي الديات، باب ٢٢، حديث ٦٨٩٩، ومسلم في القسامة، حديث ١٦٧١، عن أنس - رضي الله عنه -، قال: قدم أناس من عكل أو عرينة، فاجتووا المدينة، فأمرهم النبي - صلى الله عليه وسلم - بلقاح، وأن يشربوا من أبوالها وألبانها، فانطلقوا، فلما صحوا، قتلوا راعي النبي - صلى الله عليه وسلم - واستاقوا النعم، فجاء الخبر في أول النهار، فبعث في آثارهم، فلما ارتفع النهار جيء بهم، فأمر فقطع أيديهم وأرجلهم، وسمرت أعينهم، وألقوا في الحرة، يستقون فلا يسقون. قال أبو قلابة: فهؤلاء سرقوا وقتلوا، وكفروا بعد إيمانهم، وحاربوا الله ورسوله.