للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وما نُقِل عن) الإمام (أحمدَ أنه امتنع من أكل البِطيخ -لعدم علمِه بكيفية أكلِ النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- له- كذبٌ) ذكره الشيخُ تقي الدين (١).

وفي "عمدة الصفوة في حل القهوة" لشيخ شيخِنا الجَزِيري (٢) نقلًا عن "تاريخ المَقْرِيزيّ (٣) " المُسمَّى بـ "المُقفَّى" (٤): أنَّ الشيخ أبا علي الحسن بن عيسى بن سراج الناسخ (٥) -وكان من كبار الصالحين- رأى النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- في المنام فقال: يا رسول الله كيف يؤكل البِطيخ؟ فقطع شقة وأكلها من جهة اليمين إلى نصفها ثم حوَّلها إلى الجانب الآخر وأكلها حتى فرغت، وقال: هكذا يؤكل البِطيخ. انتهى. ومن المعلومِ أن رؤيا المنامِ لا تثبت بها الأحكامُ، لكنها (٦) استئناسٌ.


(١) الاختيارات الفقهية ص / ٤٦٧.
(٢) هو عبدالقادر بن محمد بن عبدالقادر، الجزيري -نسبة إلى الجزيرة الفراتية بالقرب من بغداد- صاحب "درر الفرائد المنظمة في أخبار الحاج وطريق مكة المعظمة" تتلمذ لأبي صاحب المنتهى والشهاب الرملي، كان حيًّا سنة (٩٧٦ هـ) رحمه الله تعالى. السحب الوابلة (٢/ ٥٦٩) مع حواشي محققيه.
(٣) هو أحمد بن علي بن عبدالقادر بن محمَّد بن إبراهيم بن محمد بن تميم، التقي أبو العباس، ويعرف بابن المقريزي، توفي سنة (٨٤٥ هـ) رحمه الله تعالى. الضوء اللامع (٢/ ٢١ - ٢٥)، والبدر الطالع للشوكاني (١/ ٧٩ - ٨١).
(٤) المقفى الكبير (٣/ ٤٤٢ - ٤٤٣).
(٥) قال المقريزي في المقفى الكبير (٣/ ٤٤٢): مولده سنة سبعين وخمسمائة، وصحب جماعة من الصالحين، وانقطع بسفح المقطم، ثم توجه إلى الإسكندرية، فتوفي بها في يوم الجمعة سابع عشرين ذي الحجة سنة ست وعشرين وستمائة. ا هـ، وانظر: التكملة لوفيات النقلة (٣/ ٢٥٥).
(٦) في "ذ": "لكنه".