وأخرجه أحمد (٣/ ٣٩)، والدارقطني (٤/ ٢٧٤)، والبيهقي (٩/ ٣٣٥)، وابن حبان "الإحسان" (١٣/ ٢٦) حديث ٢٠٧، من طريق أبي عبيدة الحداد، عن يونس بن أبي إسحاق، عن أبي الودَّاك، عن أبي سعيد، به. وأخرجه الطبراني في الصغير (١/ ١٥٦، ٢٨٤) حديث ٢٤٢، ٤٦٧، والخطيب في تاريخه (٨/ ٤١٢)، من طريق عطية العَوفي، عن أبي سعيد، به. قال الإشبيلي في الأحكام الوسطى (٤/ ١٣٥ - ١٣٦): في إسناد حديث أبي سعيد مجالدُ ابنُ سعيد، وهو ضعيف. ثم ذكر طرقًا أخرى للحديث وقال: ولا يحتج بأسانيدها كلها. وقال الحافظ في التلخيص الحبير (٤/ ١٥٦ - ١٥٧): وخالف الغزالي في الإحياء فقال: هو حديث صحيح، وتبع في ذلك إمامَه [الجوينيَّ] فإنه قال: في "الأساليب": "هو حديث صحيح لا يتطرق احتمال إلى متنه، ولا ضعف إلى سنده"، وفي هذا نظر، والحق أن فيها ما تنتهض به الحجة، وهي مجموع طرق حديث أبي سعيد، وطرق حديث جابر على ما سيأتي بيانه، وقال ابن حزم [المحلى (٧/ ٤١٩)]: هو حديث واهٍ، فإن مجالدًا ضعيف، وكذا أبو الوداك. قلت: قد رواه الحاكم من حديث عبدالملك بن عمير، عن عطية، عن أبي سعيد، وعطية وإن كان لين الحديث، فمتابعته لمجالد معتبرة، وأما أبو الوداك فلم أر مَن ضعفه، وقد احتج به مسلم، وقال يحيى بن معين: ثقة، على أن أحمد بن حنبل قد رواه في مسنده عن أبي عبيدة الحداد، عن يونس بن أبي إسحاق، عن أبي الوداك، فهذه متابعة قوية لمجالد. ومن هذا الوجه صححه ابن حبان، وابن دقيق العيد [الإلمام ص / ٢٩٩، حديث ٧٥٢]. (١) انظر: مواهب الجليل (٣/ ٢٢٧)، وحاشية الدسوقي على الشرح الكبير (٢/ ١١٤)، ونهاية المحتاج (٨/ ١٥٨ - ١٥٩)، وتحفة المحتاج (٩/ ٣٨٩).