للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يموت، والأولِ الذي ليس قبله شيء، والآخرِ الذي ليس بعده شيء، ونحوه مما لا يُسمَّى به غيره) تعالى، كـ: مالكِ يوم الدِّين؛ لأن صفات الله تعالى قديمة، فكان الحَلِف بها موجبًا للكفارة، كالحَلِف بالله تعالى.

(أو) بـ (ـصفة من صفاته، كوجه الله وعظمته وعِزَّته، وإرادته وقُدرته وعلمه وجبروته) -صفة مبالغة في الجَبْر- أي: القهر والغلبة (ونحوه) فينعقد الحَلِف بهذه (حتى ولو نوى مقدوره ومعلومه ومرادَه) أو لم يقصد اليمن؛ لأن ذلك صريح في مقصوده فلم يفتقر إلي نية، كصريح الطلاق ونحوه.

(وأما ما يُسمَّى به غيرُه تعالى، وإطلاقه ينصرف إلى الله) تعالى (كالعظيم والرحيم، والربِّ، والمولى، والرازق، فإنْ نوى به الله) تعالى (أو أطلق؛ كان يمينًا) لأنه بإطلاقه ينصرف إليه تعالى (وإن نوى) به (غيرَه) تعالى (فليس بيمين) لأنه يُستعمل في غيره، قال تعالى: {ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ} (١) {فَارْزُقُوهُمْ مِنْهُ} (٢) {بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ} (٣). والمولى المعتق، والقادر باكتسابه، وحيث أراد به غيرَه تعالى لم يبقَ يمينًا؛ لعدم تناوله لما يوجب القسم.

(وما لا يُعدُّ من أسمائه) تعالى (ولا ينصرف إطلاقه إليه ويحتمله) تعالى (كالشيء، والموجود، والحي، والعالم، والمؤمن، والواحد، والكريم والشاكر، فإن لم ينوِ به الله) لم يكن يمينًا (أو نوى) به (غيره) أي: غير الله تعالى (لم يكن يمينًا) لأن الحَلِف الذي تجب به الكفَّارة لم


(١) سورة يوسف، الآية:٥٠.
(٢) سورة النساء، الآية: ٨.
(٣) سورة التوبة، الآية: ١٢٨.