للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

(ومنها أن يحلِفَ على فعلِ شيءٍ، أو) على (تَرْكه، وينويَ: في وقت) معين (مثل أن يحلِفَ لا يتغدّى، ويريد اليوم. أو: لا أكلت، ويريد الساعة، أو دُعي إلى غداء فحلف لا يتغدَّى، ينوى ذلك الغداءَ) لكن هذا المثال من النوع قبله (اختصَّت يمينه بما نواه) لما تقدَّم.

(ومنها أن ينوي بيمينه غيرَ ما يفهمه السامعُ منه) لنحو تورية (كما تقدَّم في التأويل في الحَلِف (١).

ومنها أن يريد بالخاصِّ العامَّ) عكس الأول (كقوله: لا شربت لفلان الماء من العطش، ينوي قطع كل ما لَه فيه مِنَّة، أو كان السبب قطع المنَّة، فإنه يحنث بأكل خبزه واستعمارتـ) ـه (٢) (دابته وكل ما فيه المِنَّة) لأنه نوى بيمينه ما يحتمله ويسوغ في اللغة التعبير به عنه، فتنصرف يمينه إليه، كالمعاريض، قال تعالى: {ما يَملكون من قطْمِيرٍ} (٣)، {ولا يُظلمونَ فَتِيلَا} (٤)، و {فإذًا لا يُؤتون النَّاسَ نَقِيرًا} (٥). والقِطْمير: لفافة النواة. والفتيل: ما في شقها. والنَّقير: النُّقرة التي في ظهرها، ولم يرد ذلك بعينه، بل نفى كلِّ شيء، ومثله قول الحطيئة (٦):


(١) (١٢/ ٣٦٨).
(٢) في "ح" و"ذ" ومتن الإقناع (٤/ ٣٥٢): "واستعارة".
(٣) سورة فاطر، الآية: ١٣.
(٤) سورة النساء، الآية:٤٩.
(٥) سورة النساء، الآية: ٥٣.
(٦) كذا في الأصول "الحطيئة"! والصواب أن القائل هو الساعر النجاشي الحارثي، وليس الحطيئة، وهو عجز بيت له، وصدره:
قُبَيلةٌ لا يَغدرون بذمَّةٍ … .........................
والنجاشي شاعر مخضرم، كان بينه وبين تميم بن أبيّ بن مقبل مهاجاة، وقد تقدمت =