للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

غيره؛ لما روى أنس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَن سأل القضاءَ، وُكِلَ إلى نفسِهِ، ومن أُجبر عليه، نزل مَلَك يُسَددُه" رواه الخمسة إلا النسائي (١). وفي رواية أخرى: "مَن ابتَغَى القضاءَ وسأل فيه شُفَعَاء، وُكِلَ إلى نفسه، ومن أكره عليه، أُنزل عليه مَلَك يُسَدِّدُه، قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب (٢).

(ومن لا يُحسِنه) أي: القضاء (ولم تجتمع فيه شُروطُه؛ حَرُم عليه


(١) أبو داود في الأقضية، باب ٣، حديث ٣٥٧٨، والترمذي في الأحكام، باب ١، حديث ١٣٢٣، وابن ماجه في الأحكام، باب ١، حديث ٢٣٠٩، وأحمد (٣/ ١١٨). وأخرجه -أيضًا- ابن أبي شيبة (٧/ ٢٣٥ - ٢٣٦)، ووكيع في أخبار القضاة (١/ ٦٢ - ٦٣)، والحاكم (٤/ ٩٢)، والبيهقي (١٠/ ١٠٠)، والخطيب في الموضح (١/ ٥١٦)، والضياء في المختارة (٤/ ٤٠٧ - ٤٠٨) حديث ١٥٨٠ - ١٥٨١، من طرق عن إسرائيل، عن عبد الأعلى الثعلبي، عن بلال بن أبي موسى، عن أنس رضي الله عنه .
وقال الحاكم: صحيح الإسناد. ووافقه الذهبي.
وقال ابن القطان في بيان الوهم والإيهام (٣/ ٥٤٧): بلال بن مرداس الفزاري مجهول الحال، وعبد الأعلى بن عامر ضعيف.
(٢) أخرجه الترمذي في الأحكام، باب ١، حديث ١٣٢٤، ووكيع في أخبار القضاة (١/ ٦٢)، والبيهقي (١٠/ ١٠٠)، والخطيب في الموضح (١/ ٥١٦)، من طريق أبي عوانة، عن عبد الأعلى بن عامر، عن بلال بن مرداس، عن خيثمة بن أبي خيثمة، عن أنس رضي الله عنه.
قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، وهو أصح من حديث إسرائيل عن عبد الأعلى.
قال ابن القطان: خيثمة بن أبي خيثمة البصرى لم تثبت عدالته، قال ابن معين: ليس بشيء، والعجب من الترمذي فإنه أورد الحديث من رواية إسرائيل عن عبد الأعلى عن بلال بن أبي موسى عن أنس، ثم قال في رواية أبي عوانة: إنها أصح من رواية إسرائيل، وإسرائيل أحد الحفاظ، ولولا ضعف عبد الأعلى كان هذا الطريق خيرًا من طريق أبي عوانة الذي فيه خيثمة وبلال بن مرداس.