للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

البصرة" عن أم سلمة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "مَن ابتلي بالقضاءِ بين المسلمين، فليعدل بينهم في لفظه، وإشارته، ومقعده، ولا يرفعنَّ صوته على أحد الخصمين ولا يرفعه على الآخر" (١)؛ ولأنه إذا ميَّز أحد الخصمين عن (٢) الآخر، حصر وانكسر، وربما لم يفهم حجته، فيؤدي إلى ظلمه.

(إلا أن يكون أحدهما كافرًا، فيقدِّمَ المسلمَ عليه في الدخول، ويرفَعَه في الجلوس) لقوله تعالى: {أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِنًا كَمَنْ كَانَ فَاسِقًا لَا يَسْتَوُونَ} (٣)؛ ولقول عليٍّ لشُريح: لو كان خصمي مسلمًا لجلستُ معه بين يديك، ولكن سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا تساووهم في الجلوس" (٤) قال في "المبدع": وإسناده ضعيف.

(أو يأذن له) أي: لِلقاضي (أحدُ الخصمين في رَفْعِ الخَصْم الآخر عليه في المجلس، فيجوز) له رفعه؛ لإسقاط خصمه حقه بإذنه فيه (وإذا


= تهذيب الكمال (٢١/ ٣٨٦ - ٣٨٩).
(١) كتاب قضاة البصرة لابن شبّة لم يُطبع. وأخرجه - أيضًا - وكيع في أخبار القضاة (١/ ٣١)، وأبو يعلى (١٠/ ٢٦٤، ١٢/ ٣٥٦) حديث ٥٨٦٧، ٦٩٢٤، والطبراني في الكبير (٢٣/ ٢٨٤ - ٢٨٥، ٣٨٦) حديث ٦٢٢ - ٦٢٣، ٩٢٣، والدارقطني (٤/ ٢٠٥)، والبيهقي (١٠/ ١٣٥) وضعفه. وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (٤/ ١٩٧): فيه عباد بن كثير الثقفي، وهو متروك. وقال ابن حجر في التلخيص الحبير (٤/ ١٩٣): في إسناده عباد بن كثير، وهو ضعيف. وذكره السيوطي في الجامع الصغير (٦/ ٢١ مع الفيض) ورمز لضعفه.
(٢) في "ذ": "على".
(٣) سورة السجدة، الآية: ١٨.
(٤) أخرجه ابن القاصّ في أدب القاضي (١/ ١٦٧ - ١٦٨) حديث ١١٧، وأبو نعيم في الحلية (٤/ ١٣٩ - ١٤٠)، والبيهقي (١٠/ ١٣٦)، وضعفه. انظر: التلخيص الحبير (٤/ ١٩٣).