للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وزيد بن ثابت (١)، فأجاب أحمد عنه (٢): بأنه إنما قدمه على من هو أقرأ لتفهم الصحابة من تقديمه في الإمامة الصغرى استحقاقه للإمامة الكبرى، وتقديمه فيها على غيره. وقال الطبري (٣): لما استخلف - صلى الله عليه وسلم - أبا بكر بعد قوله: "يؤم القوم أقرؤهم" (٤) صح أن أبا بكر أقرؤهم وأعلمهم؛ لأنهم لم يكونوا يتعلمون شيئًا من القرآن حتى يتعلموا معانيه وما يراد به، كما قال ابن مسعود: "كان الرجل منا إذا علم عشر آيات لم يتجاوزهن حتى يعلم معانيهن والعمل بهن" (٥) وإنما قدم الأجود قراءة على الأكثر قرآنًا؛ لأن المجود لقراءته أعظم أجرًا، لقوله - صلى الله عليه وسلم -: "من قرأ القرآن فأعربه فله بكل حرفٍ عشر حسنات، ومن قرأه ولحن فيه


(١) روى البخاري في فضائل أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -، باب ٢٦، ٢٧، حديث ٣٧٥٨، ٣٧٦٠، وفي مناقب الأنصار، باب ١٤، ١٦، حديث ٣٨٠٦، ٣٨٠٨، وفي فضائل القرآن، باب ٨، حديث ٤٩٩٩، ومسلم في فضائل الصحابة، حديث ٢٤٦٤، عن عبد الله بن عمرو - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: خذوا القرآن من أربعة: من ابن أم عبد، ومعاذ بن جبل، وأبي بن كعب، وسالم مولى أبي حذيفة"، هذا لفظ مسلم.
وروى البخاري - أيضًا - في مناقب الأنصار، باب ١٧، حديث ٣٨١٠، وفي فضائل القرآن, باب ٨، حديث ٥٠٠٣ و٥٠٠٤، ومسلم في فضائل الصحابة، حديث ٢٤٦٥، عن أنس - رضي الله عنه - قال: جمع القرآن على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أربعة، كلهم من الأنصار: معاذ بن جبل، وأبي بن كعب، وزيد بن ثابت، وأبو زيد.
(٢) انظر المغني (٣/ ١٤)، وفتح الباري لابن رجب (٦/ ١١٥).
(٣) لم نقف عليه في مظانه من كتبه المطبوعة وانظر البداية والنهاية لابن كثير (٥/ ٢٦٥).
(٤) رواه مسلم في المساجد ومواضع الصلاة، حديث ٦٧٣، عن أبي مسعود الأنصاري - رضي الله عنه -.
(٥) رواه ابن جرير في تفسيره (١/ ٣٥).