للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

اتفقوا على أن الاتساع في المكاسب والمباني من حل - إذا أدى جميع حقوق الله تعالى قبله - مباح، ثم اختلفوا، فمن كاره، ومن غير كاره.

(أو) كان (مكرهًا) على السفر (كأسير، أو زان مغرَّب) وهو الحر غير المحصن (أو قاطع) طريق (مشرد) إذا أخاف السبيل، ولم يقتل، ولم يأخذ مالًا؛ لأن سفرهما ليس بمعصية، وإن كان بسبب المعصية (ولو) كان المسافر (محرمًا مع) زانية غير محصنة (مغرّبة) فيقصر كغيره من المسافرين (يبلغ سفره ذهابًا) بفتح الذال مصدر ذهب (ستة عشر فرسخًا تقريبًا) لا تحديدًا، صححه في "الإنصاف" (برًا) كان السفر (أو بحرًا) لعدم الفرق بينهما.

(وهي) أي الستة عشر فرسخًا (يومان) أي مسيرة يومين (قاصدان) أي معتدلان طولًا وقصرًا (في زمن معتدل) الحر والبرد، والقصد الاعتدال، قال تعالى: {وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ} (١) (بسير الأثقال ودبيب الأقدام) وذلك (أربعة برد) جمع بريد (والبريد أربعة فراسخ) جمع فرسخ (والفرسخ ثلاثة أميال هاشمية، وبأميال بني أمية ميلان ونصف) ميل (والميل) الهاشمي (اثنتا عشر ألف قدم) وهي (ستة آلاف ذراع) بذراع اليد (والذراع: أربعة وعشرون أصبعًا معترضة معتدلة، كل أصبع) منها عرضه (ست حبات شعير بطون بعضها إلى) بطون (بعض، عرض كل شعيرة ست شعرات برذون) بالذال المعجمة. قال ابن الأنباري (٢): يقع على الذكر والأنثى، وربما قالوا في الأنثى برذونة. قال المطرزي (٣): البرذون التركي من الخيل، وهو ما أبواه نبطيان، عكس العراب.

قال الحافظ ابن حجر في "شرح البخاري" (٤): الذراع الذي ذكر قد حرر بذراع الحديد المستعمل الآن في مصر والحجاز في هذه الأعصار ينقص عن


(١) سورة لقمان، الآية: ١٩.
(٢) المذكر والمؤنث (١/ ١١٨ - ١١٩).
(٣) المغرب (١/ ٧١).
(٤) فتح الباري (٢/ ٥٦٧).