للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

(اللهم اسقنا الغيث، ولا تجعلنا من القانطين) أي: الآيسين. قال تعالى: {لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ} (١) أي: لا تيأسوا.

(اللهمَّ سقيا رحمة، لا سقيا عذاب، ولا بلاء، ولا هدم، ولا غرق. اللهم إن بالعباد والبلاد من اللأوَاءِ) أي: الشدة. وقال الأزهري (٢): شدة المجاعة. (والجهد) -بفتح الجيم-: المشقة، -وضمها-: الطاقة، قاله الجوهري (٣)، وقال ابن المنجَّا: هما المشقة، ورُدَّ بما سبق، قاله في "المبدع". و (الضنك): الضيق. (ما لا نشكوه إلا إليك. اللهمَّ أنبت لنا الزرع، وأدرّ لنا الضرع) قال الجوهري (٤): الضرع لكل ذات ظلف أو خف. (واسقنا من بركات السماء، وأنزل علينا من بركاتك. اللهمَّ ارفع عنا الجوع والجهد والعري، واكشف عنا من البلاء ما لا يكشفه غيرك. اللهمَّ أنا نستغفرك إنك كنت غفارًا، فأرسل السماء علينا مدرارًا) أي: دائمًا إلى وقت الحاجة. وهذا الدعاء رواه ابن عمر، عنه - صلى الله عليه وسلم - (٥)، غير أن قوله: "اللهمَّ


= وقد صحح الموصول عبد الحق الإشبيلي في الأحكام الوسطى (٢/ ٨٢). وقال النووى في الخلاصة (٢/ ٨٨٠): رواه أبو داود بإسناد حسن متصلًا، ورواه مالك في الموطأ مرسلًا. وقال في الأذكار (ص / ١٥٠): إسناده صحيح. وذكره السيوطي في الجامع الصغير (٥/ ٩٩ مع الفيض) ورمز لحسنه. ورد عليهما المناوي. وانظر ميزان الاعتدال (٤/ ٣١٤). ورجح أبو حاتم الرَّازيّ المرسل. كما في التلخيص الحبير (٢/ ٩٩).
(١) سورة الزمر، الآية ٥٣.
(٢) الزاهر في غريب ألفاظ الإمام الشافعي (٢٠٧).
(٣) الصحاح (٢/ ٤٦٠).
(٤) الصحاح (٣/ ١٢٤٩).
(٥) ذكره السيوطي في جمع الجوامع (١/ ٣٨٥) وعزاه إلى الطبراني، ولم نجده في المطبوع من المعجم الكبير. وذكره الشافعي في الأم (١/ ٢٥١) ومن طريقه البيهقي =