للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

(ولا يجيب المتجشئ بشيء، فإن حمد) الله (قال) له سامعه: (هنيئًا مريئًا، أو هنَّأك الله و(١) أمرأك) ذكره في "الرعاية الكبرى" وابن تميم، وكذا ابن عقيل، وقال: ولا يعرف فيه سنة، بل هو عادة موضوعة. قال أحمد في رواية مهنا (٢): إذا تجشَّأ الرجل، ينبغي أن يرفع وجهه إلى فوق؛ لكيلا يخرج من فيه رائحة يؤذي بها الناس، وروى أبو هريرة: "أن رجلًا تجشَّأ عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: كفَّ عنَّا جشاءَك، فإن أكثرَهم شبعًا أطولُهمْ جوعًا يومَ القيامة" (٣).


(١) في "ح": "أو".
(٢) انظر الآداب الشرعية (٢/ ٣٥٧).
(٣) رواه الترمذي في صفة القيامة باب ٣٧، حديث ٢٤٧٨، وابن ماجه في الأطعمة باب ٥٠، حديث ٣٣٥٠، والبيهقي في شعب الإيمان (٥/ ٢٧) حديث ٥٦٤٦، والمزي في تهذيب الكمال (١٨/ ١٦٤) عن ابن عمر - رضي الله عنهما - وليس عن أبي هريرة - رضي الله عنه - كما قال المؤلف.
وقال الترمذي: هذا حديث غريب، ونقل المنذري في الترغيب والترهيب (٣/ ٧٠) والمزي، والمناوي في فيض القدير (٥/ ٨) عن الترمذي أنه قال: حديث حسن. وقال أبو حاتم كما في العلل لابنه (٢/ ١٣٩): هذا حديث منكر. وذكره السيوطي في الجامع الصغير (٥/ ٨ مع الفيض)، ورمز لحسنه.
وأما حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - فرواه ابن عدي (٥/ ١٧٩٥) في ترجمة عمرو بن بكر السكسكي بلفظ: أطول الناس جوعًا يوم القيامة أكثرهم شبعًا في الدنيا، وأطول الناس صمتًا يوم القيامة أكثرهم جشأ في الدنيا. وقال: ولعمرو بن بكر هذا أحاديث مناكير عن الثقات.
وله شاهد من حديث أبي جحيفة - رضي الله عنه - رواه البخاري في التاريخ الكبير (٩/ ٣١)، وابن أبي الدنيا في الجوع حديث ٤، ١٩، والبزار "كشف الأستار" (٤/ ٢٥٨) حديث ٣٦٧٠، والطبراني في الكبير (٢٢/ ١٢٦، ١٣٢) حديث ٣٢٧، ٣٥١، وفي الأوسط (٤/ ٤٤٨، ٩/ ٤٢٨) حديث ٣٧٥٨، =