للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال الشيخ تقي الدين (١): يفعل ما هو الأصلح للبدن كالغسل بماء حار ببلد رطب، لأن المقصود ترجيل الشعر، وهو فعل الصحابة، وأن مثله نوع المأكل والملبس، فإنهم لما فتحوا الأمصار كان كل منهم يأكل من قوت بلده ويلبس من لباس بلده، من غير أن يقصدوا قوت المدينة ولباسها.

قال: فالاقتداء به تارة يكون في نوع الفعل, وتارة في جنسه. فإنه قد يفعل الفعل لمعنى يعم ذلك النوع وغيره، لا لمعنى يخصه, فيكون المشروع هو الأمر العام.

قال: وهذا ليس مخصوصًا بفعله وفعل أصحابه، بل وبكثير مما أمرهم به ونهاهم عنه.

(و) يسن (الاكتحال كل ليلة، بإثمد مطيب بمسك وترًا، في كل عين ثلاثة) قبل أن ينام، لما روى ابن عباس عن النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - أنه "كان يكتَحِلُ بالإثْمِد كلَّ ليلةٍ قبل أن ينَامَ، وكان يكتَحِلُ في كلِّ عينٍ ثلاثَةَ أميَالٍ" رواه أحمد، والترمذي، وابن ماجه (٢).


= يكون مسندًا، ولا ينكر سماع ابن المنكدر من أبي قتادة. والله أعلم. ثم رواه بسنده متصلًا.
وقد ذكره مجد الدين ابن تيمية في المنتقى (١/ ٧٥) رقم ٢١١، وقال: رواه النسائي. وقال الشوكاني: رجال إسناده كلهم رجال الصحيح. نيل الأوطار (١/ ١٥٩).
(١) الاختيارات ص/ ١٩.
(٢) أحمد: (١/ ٣٥٤)، والترمذي في اللباس، باب ٢٣، حديث ١٧٥٧، وفي الطب، باب ٩، حديث ٢٠٤٨، وفي الشمائل حديث ٤٩، وابن ماجه في الطب، باب ٢٦، حديث ٣٤٩٩، ورواه الطيالسي (١/ ٣٥٨) حديث ٢٦٨١، وابن سعد في الطبقات (١/ ٤٨٤)، وابن أبي شيبة (٨/ ٥٩٩)، وعبد بن حميد (١/ ٥٠٠) حديث ٥٧١، وأبو يعلى (٥/ ٨٨) حديث ٢٦٩٤، وأبو الشيخ في أخلاق النبي =