للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قلتُ أنا والنبيُّون من قبلي: لا إلهَ إلا الله؛ وحدَه لا شَريكَ له" (١).

ولما روى الترمذي عن عَمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده قال: "كانَ أكثرُ دعاء النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - يومَ عَرفةَ: لا إله إلا الله؛ وحدَهُ لا شريكَ له، له الملكُ وله الحمدُ، وهو على كلِّ شيء قديرٌ" (٢).

وسُئل سفيانُ بن عُيينة عن أفضل الدعاء يوم عَرفة فقال: "لا إلهَ إلا الله؛ وحدَهُ لا شريكَ له، له الملكُ وله الحمدُ، وهو على كلِّ شيءٍ قديرٌ"، قيل له: هذا ثناء وليس بدُعاء! فقال: أما سمعتَ قولَ


(١) الموطأ (١/ ٢١٤ - ٢١٥، ٤٢٢ - ٤٢٣)، ومن طريق مالك أخرجه عبد الرزاق (٤/ ٣٧٨) رقم ٨١٢٥، والفاكهي في أخبار مكة (٥/ ٢٥)، حديث ٢٧٦٠، والمحاملي في الدعاء ص/ ١٠٣، حديث ٦١، والبيهقي (٤/ ٢٨٤، ٥/ ١١٧)، وفي فضائل الأوقات ص/ ٣٦٧، حديث ١٩١. قال البيهقي: هذا مرسل، وقد روي عن مالك بإسناد آخر موصولًا، ووصله ضعيف.
والموصول رواه ابن عدي (٤/ ١٦٠٠)، والبيهقي في شعب الإيمان (٣/ ٤٦٢)، حديث ٤٠٧٢، عن عبد الرحمن بن يحيى، عن مالك، عن سمي مولى أبي بكر، عن أبي صالح، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - مرفوعًا. قال ابن عدي: وهذا منكر عن مالك، عن سمي، عن أبي صالح، عن أبي هريرة - رضي الله عنه -.
وقال البيهقي: هكذا رواه عبد الرحمن بن يحيى، وغلط فيه، إنما رواه مالك في الموطأ مرسلًا.
(٢) الترمذي في الدعوات، باب ١٢٢، حديث ٣٥٨٥. وأخرجه - أيضًا - أحمد (٢/ ٢١٠)، والفاكهي في أخبار مكة (٥/ ٢٤) حديث ٢٧٥٩، والمحاملي في الدعاء ص/ ١٠٣، حديث ٦١، والبيهقي في شعب الإيمان (٣/ ٣٥٨) حديث ٣٧٦٧، والرافعي في التدوين (٢/ ١٦٨).
قال الترمذي: هذا حديث غريب، وحماد بن أبي حُميد هو محمد بن أبي حُميد، وهو أبو إبراهيم الأنصاري المدني، وليس بالقوي عند أهل الحديث. وضعَّفه ابن عبد البر في التمهيد (٦/ ٣٩)، وابن القيم في زاد المعاد (٢/ ٢٣٨). وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (٣/ ٢٥٢): رواه أحمد ورجاله موثقون.