للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أبو داود (١). ولم ينقل أحد أنه غسله مع الوجه.

(ولا) يدخل أيضًا في الوجه (تحذيف، وهو الشعر الخارج إلى طرفي الجبين في جانبي الوجه بين النزَعة ومنتهى العذار).

(ولا النزعتان وهما ما انحسر عنه الشعر من فودي الرأس، وهما جانبا مقدميه) قال في "القاموس" (٢): الفود: معظم شعر الرأس مما يلي الأذن وناحية الرأس (بل جميع ذلك من الرأس، فيمسح معه). أما الصدغ فلما تقدم، وأما التحذيف فلأنه شعر متصل بشعر الرأس لم يخرج عن حده، أشبه الصدغ، وأما النزعتان: فلأنه لا تحصل بهما المواجهة، ولدخولهما في حد الرأس؛ أنه ما ترأس وعلا. وقول الشاعر (٣):

فلا تنكحي إن فرق الدهر بيننا … أغمّ القفا والوجه ليس بأنزعا

فالإضافة لأدنى ملابسة، كما في: "سجد وجهي للذي خلقه وصوره وشق سمعه وبصره" (٤) مع أن الأذنين ليستا من الوجه، بل مجاورتان له. وكذا النزعتان.


(١) في الطهارة، باب ٥٠، حديث ١٢٩، ورواه أيضًا الترمذي في الطهارة، باب ٢٦، حديث ٣٤، وأحمد (٦/ ٣٥٩)، والطحاوي (١/ ٣٣)، والدارقطني (١/ ١٠٦)، والبيهقي (١/ ٥٩ - ٦٠)، وقال الترمذي: حسن صحيح، وتعقبه الشوكاني في نيل الأوطار (١/ ٢٠٥) بقوله: مدار جميع رواياته على ابن عقيل وفيه مقال. وقال الغساني في تخريج الأحاديث الضعاف في سنن الدارقطني ص/ ٢٩: ابن عقيل ليس بقوي. وقال النووي في المجموع (١/ ٣٩٧): رواه أبو داود بإسناد حسن.
(٢) ص/ ٣٩٢.
(٣) هو هدبة بن خشرم. انظر خزانة الأدب (٩/ ٣٣٨).
(٤) رواه مسلم في صلاة المسافرين وقصرها، حديث ٧٧١ في حديث طويل عن علي - رضي الله عنه -.