للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والنضر بنَ الحارث، وفيه تقولُ أختُه:

ما كان ضرَّكَ لو مننتَ ورُبَّما … مَنَّ الفتى، وهو المَغِيظُ المُحْنَقُ

فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "لو سَمِعْتُه ما قَتَلْتُه" (١).

(واسترقاق) لقول أبي هريرة: لا أزال أحبُّ بني تميم بعد ثلاثٍ سمعتهنّ من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، سَمِعْتُه يقول: "هم أشدُّ أمَّتي على الدَّجَّال"، وجاءت صدقاتُهُمْ، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "هذه صدقاتُ قومِنا". قال: وكانت سَبيَّةٌ منهم عند عائشة، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "أعتقيها، فإنَّها مِنْ ولدِ إسماعيل" متفق عليه (٢).

ولأنه يجوز إقرارهم على كفرهم (٣) بالجزية، فَبِالرِّق أَولى؛ لأنه أبلغ في صَغَارهم.

(ومَنٍّ) لقوله تعالى: {فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا


= والحاكم (٢/ ١٢٤)، والبيهقي (٩/ ٦٥) عن مسروق عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه -: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - "لما أراد قتل عقبة بن أبي معيط قال: مَن للصِّبْية؟ قال: النار".
قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين. ووافقه الذهبي. وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (٦/ ٨٩): رواه الطبراني في الأوسط ورجاله ثقات.
(١) أورده ابن هشام في السيرة (٢/ ٤٢)، وابن عبد البر في الاستيعاب (٤/ ١٩٠٤)، وابن كثير في البداية والنهاية (٥/ ١٨٩)، وابن حجر في الإصابة (١٣/ ٩٥).
وأخت النضر، هي قتيلة بنت الحارث، كما سمَّاها ابن هشام وابن كثير، لكن جاء في الاستيعاب والإصابة: أن قائلة البيت هي ابنة النضر لا أخته, واسمها: قتيلة بنت النضر بن الحارث.
قال السهيلي في الروض الأنف (٣/ ١٣٥): الصحيح أنها بنت النضر لا أخته، كذلك قال الزبير وغيره، وكذلك وقع في كتاب الدلائل.
(٢) البخاري في العتق، باب ١٣، حديث ٢٥٤٣، وفي المغازي، باب ٦٨، حديث ٤٣٦٦، ومسلم في فضائل الصحابة، حديث ٢٥٢٥.
(٣) في "ح": "الكفر".