للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إذا صار إلى هذا الحال، فقد انقضى قتاله، وزال الأمان وزوال (١) القتال؛ لأن حمزة وعليًّا أعانا عبيدة بن الحارث على قتل شيبة حين أثخن عبيدة (٢).

وإن أعان الكفار صاحبهم، فعلى المسلمين أن يُعينوا صاحبهم ويقاتلوا من أعان عليه، لا المبارز (٣)؛ لأنه ليس بسبب من جهته.

(وتجوز الخَدَعة) بفتح الخاء والدال (٤)، وهي الاسم من الخداع، أي: إرادة المكروه به من حيث لا يعلم، كالخديعة (في الحرب للمبارز وغيره) لحديث: "الحرْبُ خُدْعَةٌ" (٥)، وروي: "أن عَمرو بنَ عبدِ وُدٍّ لما بارزَ عليًّا، قال له عليٌّ: ما بَرَزْتُ لأقاتِلَ اثنينِ، فالتَفَتَ عَمرٌو فوثبَ عليه


(١) في "ذ": "بزوال" وهو الأقرب.
(٢) أخرجه الحاكم (٣/ ١٩٤)، والبيهقي (٣/ ٢٧٦)، وفي دلائل النبوة (٣/ ١١٣)، وأخرجه أبو داود في الجهاد، باب ١١٩، رقم ٢٦٦٥، والبزار (٢/ ٢٩٧) رقم ٧١٩، كلهم من طريق أبي إسحاق عن حارثة بن مضرب عن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -. وعندهما أن حمزة بارز عتبة، وعلي بارز شيبة، وعبيدة بارز الوليد، وأخرجه أحمد (١/ ١١٧) من طريق أبي إسحاق به نحوه.
قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، وتعقبه الذهبي فقال: لم يخرجا لحارثة، وقد وهَّاه ابن المديني.
قال الهيثمي في مجمع الزوائد (٦/ ٤٧): روى أبو داود منه طرفًا. ورواه أحمد والبزار، ورجال أحمد رجال الصحيح غير حارثة بن مضرِّب، وهو ثقة.
(٣) في "ح": "إلا المبارز".
(٤) قال الخطابي في غريب الحديث (٢/ ١٦٦) في ذلك ثلاث لغات أعلاها خَدْعَة - بفتح الخاء - وذكر عن ثعلب أنه لغة النبي - صلى الله عليه وسلم -، وقال ابن الأثير في النهاية (٢/ ١٤): يروى بفتح الخاء وضمها مع سكون الدال، وبضمها مع فتح الدال. وانظر فتح الباري (٦/ ١٥٨).
(٥) تقدم تخريجه (٧/ ٩٦)، تعليق رقم (٤).