للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عن أبي هريرة مرفوعًا: "لكم سِيمَا ليسَتْ لأحدٍ منَ الأممِ، تردُونَ عليَّ غرًّا محجّلِينَ مِنْ أثر الوضُوءِ" (١).

وذهب آخرون إلى أنه ليس مختصًا بها. وإنما المخصوص بها الغرة والتحجيل فقط.

واحتجوا بالحديث الآخر: "هذا وُضُوئِي ووضوءُ الأنبياءِ من قَبْلِي" (٢).

وأجاب الأولون بضعفه، وبأنه لو صح احتمل أن يكون خاصًا بالأنبياء دون أممهم، لا بهذه الأمة.

ورد بأنه ورد أنهم كانوا يتوضؤون، ففي قصة جريج الراهب لما رموه بالمرأة توضأ وصلى، ثم قال للغلام "من أبُوكَ؟ قال هَذَا الرَّاعي" (٣) وقد خرجه البخاري في "صحيحه" من حديث إبراهيم - عليه السلام - لما مر على الجبار ومعه سارة "أنها لما دخلتْ على الجبارِ توضأتْ وصلت ودَعتْ الله - عَزَّ وجلَّ -" (٤).


(١) صحيح مسلم في الطهارة، حديث ٢٤٧.
(٢) تقدم تخريجه ص/ ٢٣٦ تعليق رقم ١ بلفظ: "هذا وضوئي ووضوء المرسلين قبلي".
(٣) رواه البخاري في المظالم، باب ٣٥، حديث ٢٤٨٢، وفي أحاديث الأنبياء، باب ٤٨، حديث ٣٤٣٦، ومسلم في البر والصلة والآداب، حديث ٢٥٥٠، من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -.
(٤) رواه البخاري في البيوع، باب ١٠٠، حديث ٢٢١٧، وفي الإكراه، باب ٦، حديث ٦٩٥٠، من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -.