للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= ٣٠١، والحاكم، كما في إتحاف الخيرة (٥/ ٢٧٥) رقم ٤٦٥٥، والبيهقي (٨/ ١٨٨)، وابن الجوزي في التحقيق (٢/ ٣٥٣) رقم ١٩١٤، من طريق ابن عيينة، عن أبي سعد البقال سعيد بن المرزبان، عن نصر بن علي قال: قال فروة بن نوفل: علام تؤخذ الجزية من المجوس، وليسوا أهل كتاب؟! فقام إليه المستورد فأخذ بِلَبَبِه، وقال: يا عدو الله! تطعن علي أبي بكر وعمر وعلى أمير المؤمنين -يعني عليًّا- وقد أخذوا منهم الجزية! فذهب به إلى القصر، فخرج علي عليهما، فقال: ألبدا، (قال سفيان: يقول: اجلسا)، فجلسا في ظل القصر، فقال علي رضي الله تعالى عنه: أنا أعلم الناس بالمجوس، كان لهم علم يعلمونه وكتاب يدرسونه، وإنما ملكهم سكر، فوقع على ابنته أو أخته، فاطلع عليه بعض أهل مملكته، فلما صحا خاف أن يقيموا عليه الحد، فامتنع منهم، فدعا أهل مملكته، فلما أتوه قال: أتعلمون دينًا خيرًا من دين آدم؟ وقد كان آدم ينكح بنيه بناته، وأنا على دين آدم، ما يرغب بكم عن دينه؟ فتابعوه وقاتلوا الذين خالفوه حتى قتلوهم، فأصبحوا وقد أسري على كتابهم، فرُفع من بين أظهرهم، وذهب العلم الذي في صدورهم، فهم أهل كتاب، وقد أخذ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأبو بكر وعمر منهم الجزية.
وأخرجه -أيضًا- البيهقي في معرفة السنن والآثار (١٣/ ٣٦٦) رقم ١٨٤٩٩، من طريق الشافعي بالإسناد السابق، إلا أن فيه: عيسى بن عاصم، بدل: نصر بن عاصم. وأخرجه الطحاوي في شرح مشكل الآثار (٥/ ٢٥٩) رقم ٢٠٢٥، من طريق أبي بكر بن عياش، عن أبي سعد البقال، عن عيسى بن عاصم، عن فروة بن نوفل، فذكره.
قال البيهقي: قال ابن خزيمة: وَهِمَ ابن عيينة في هذا الإسناد، ورواه عن أبي سعد البقال، فقال: عن نصر بن عاصم، ونصر بن عاصم هو الليثي، وإنما هو عيسى بن عاصم الأسدي، كوفي، والغلط فيه من ابن عيينة لا من الشافعي، فقد رواه عن ابن عيينة غير الشافعي، فقال: عن نصر بن عاصم.
وقال في معرنة السنن والآثار (١٣/ ٣٦٨): وكذلك رواه الفضل بن موسى، وابن فضيل، عن أبي سعد، عن عيسى بن عاصم.
قال الشافعي في الأم حديث علي هذا متصل، وبه نأخذ. وحسَّنه الحافظ في الفتح (٦/ ٢٦١). =