للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ويؤيده قوله تعالى: {أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِنًا كَمَنْ كَانَ فَاسِقًا لَا يَسْتَوُونَ} (١).

(الثاني: المنصب، وهو النسب، فلا يكون العَجَمي - وهو مَن ليس من العرب - كفؤًا لعربية) لقول عمر: "لأمْنَعَنَّ فروجَ ذوات الأحْسَابِ (٢) إلّا مِنَ الأَكْفَاءِ" رواه الخلال والدارقطني (٣)؛ ولأن العرب يعتدّون الكفاءة في النسب، ويأنفون من نكاح الموالي، ويرون ذلك نقصًا وعارًا، ويؤيده حديث: "إن الله اصطفى كِنَانة من ولد إسماعيل، واصطفى من كنانة قريشًا، واصطفى من قريش بني هاشم، واصطفاني من بني هاشم" (٤)؛ ولأن العرب فَضَلتِ الأمم برسول الله - صلى الله عليه وسلم -.

(الثالث: الحرية، فلا يكون العبدُ، ولا المبعَّض كفؤًا لحرة، ولو) كانت (عتيقة) لأنه منقوص بالرق، ممنوع من التصرف في كسبه، غير مالك له؛ ولأن ملك السيد لرقبته يشبه ملك البهيمة، فلا يساوي الحرة لذلك، والعتيق كلُّه كفؤٌ للحرة.

(الرابع: الصناعة، فلا يكون صاحب صناعة دنيئة - كالحجَّام، والحائك، والكسَّاح (٥)، والزبَّال، والنَّفَّاط (٦) - كُفؤًا لبنت


(١) سورة السجدة، الآية: ١٨.
(٢) في "ذ": "لأمنعن أن تزوج ذوات الأحساب".
(٣) لم نقف عليه في كتب الخلال المطبوعة، وأخرجه الدارقطني (٣/ ٢٩٨). وأخرجه - أيضًا - عبد الرزاق (٦/ ١٥٢) رقم ١٠٣٢٤، وابن أبي شيبة (٤/ ٤١٨)، وابن أبي الدنيا في العيال ص/ ٣٩، رقم ١١٨، والبيهقي (٧/ ١٣٣)، عن إبراهيم بن محمد بن طلحة، به.
(٤) أخرجه مسلم في الفضائل، حديث ٢٢٧٦، عن واثلة بن الأسقع - رضي الله عنهما -.
(٥) كسحْتُ البيت كسْحًا: كنستُه، ثم استُعير لتنقية البئر والنهر وغيره، فقيل: كسحته إذا نقَّيته. المصباح المنير ص/ ٧٣١، مات (كسح).
(٦) النَّفَّاط: رامي النفط. المصباح المنير ص/ ٦١٨، مادة (نفط).