للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

نافع أتسمع؟ حتى قلتُ: لا، فأخرج إصبَعيه من أذنيه، ثمَّ رجع إلى الطَّريق، ثمَّ قال: هكذا رأيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صنع" رواه أبو داود والخلال (١).

وخَرَجَ أحمدُ من وليمة فيها آنية فضة، فقال الداعي: نُحوِّلها، فأبى أن يرجع؛ نقله حنبل (٢).

ويُفارِق (٣) من له جار مقيم على المُنكَر والزَّمر حيث يُباح له المقام؛ فإنَّ تلك حال حاجة؛ لما في الخروج من المنزل من الضرر؛ قاله في "الشرح".

(وإن علم) المدعو (به) أي: بالمُنكَر (ولم يَرَهُ ولم يسمعه، فله


(١) أبو داود في الأدب، باب ٥٢، حديث ٤٩٢٤ - ٤٩٢٦، ولم نقف عليه في مظانه من كتب الخلال المطبوعة. وأخرجه - أيضًا - ابن سعد في الطبقات (٤/ ١٦٣)، وأحمد (٢/ ٨، ٣٨)، والطحاوي في شرح مشكل الآثار (١٣/ ٢٤٧) حديث ٥٢٣٧، وابن حبان "الإحسان" (٢/ ٤٦٨) حديث ٦٩٣، والآجري في تحريم النرد ص/ ٢٠٥، حديث ٦٤ - ٦٥، والطبراني في الأوسط (٧/ ٣٩٣) حديث ٦٧٦٣، وفي الصغير (١/ ١٢)، وتمام في فوائده (٢/ ١٤٣ - ١٤٤) حديث ١٣٧٥، وأبو نعيم في الحلية (٦/ ١٢٩)، والبيهقي (١٠/ ٢٢٢).
قال أبو داود: هذا حديث منكر.
وتعقبه ابن حجر الهيتمي في كف الرعاع ص/ ٤٦، فقال: وخالف أبا داود ابنُ حبان، فخرجه في صحيحه، ووافقه الحافظ محمد بن ناصر السلامي، فإنه سئل عنه، فقال: هو حديث صحيح. وتعقبه - أيضًا - شمس الحق العظيم آبادي في عون المعبود (١٣/ ٢١٨) فقال: ولا يعلم وجه النكارة، فإن هذا الحديث رواته كلهم ثقات، وليس بمخالف لرواية أوثق الناس. انظر: نزهة الأسماع في مسألة السماع لابن رجب ص/ ٤٦.
(٢) الفروع (٥/ ٣٠٥)، وانظر: مسائل صالح (٢/ ٣٤٥) رقم ١٧٤٠، وكتاب الورع ص/ ١٣٧.
(٣) في هامش "ذ" تعليق نصُّه: "أي: هذا الحكم لما قبله. أي: فإن من له جار مقيم على المنكر لا يجب عيه أن يتحوَّل من منزله لأجل مُنكَر جاره" ا. هـ.