للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

(وفي الثريد فضل على غيره من الطعام) لحديث: "فَضْلُ الثّريد على الطّعام كفَضْل عائشة على النساء" (١) (وهو) أي: الثريد (أن يثرُدَ الخبز - أي: يفتَّه - ثم يَبُلَّه بمرق لحم أو غيره، وإذا ثَرَدَ غطَّاه شيئًا حتى يذهب فَوْرُه، فإنه أعظم للبركة.

ويُكره) لمن أكل مع جماعة (رَفْعُ يده قبلَهم بلا قرينة) تدلُّ على شبع الجميع، وتقدّم (٢).

(و) يُكره للإنسان (أن يقيم غيرَه عن الطعام قبل فراغه؛ لما فيه من قطع لَذَّتِهِ، ولا يقوم عن الطعام حتى يُرفع) الطعام.

(وإن أكل تمرًا عتيقًا ونحوه) مما يُسَوِّس (فتَّشه، وأخرج سُوسَه) لاستقذاره. قلت: وكذا نَبْق (٣) ونحوه مما يُدَوِّدُ.

(وإطعام الخبز البهيمةَ تركُه أولى) لأنه يؤذيها (إلا لحاجة، أو كان يسيرًا.

ومن السُّنة أن يخرج مع ضيفه إلى باب الدار) تتميمًا لإكرامه


= (١١/ ٥١٢): وسنده صحيح على شرط مسلم.
(١) أخرجه البخاري في أحاديث الأنبياء، باب ٣٢، ٤٦، حديث ٣٤١١، ٣٤٣٣، وفي فضائل الصحابة، باب ٣٠، حديث ٣٧٦٩، وفي الأطعمة، باب ٢٥، حديث ٥٤١٨، ومسلم في فضائل الصحابة، حديث ٢٤٣١، عن أبي موسى الأشعري - رضي الله عنه -.
وأخرجه - أيضًا - البخاري في فضائل الصحابة، باب ٣٠، حديث ٣٧٧٠، وفي الأطعمة، باب ٢٥، ٣٠، حديث ٥٤١٩، ٥٤٢٨، ومسلم في فضائل الصحابة، حديث ٢٤٤٦، عن أنس - رضي الله عنه -, ولفظهما: "فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام".
(٢) (١٢/ ٥١).
(٣) النَّبْقُ - بفتح النون وكسر الباء وقد تسكن -: ثمر السدر، واحدته نَبِقة ونَبْقة، وأشبه شيء به العناب قبل أن تشتد حمرته. النهاية في غريب الحديث (٥/ ١٠).