للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

أكون وراءه مصليا (١)، ولم أكن في حلبة رهانه مجليا (٢)، إذ لست لذلك كفؤًا بلا مراء، والفَهِمُ لقصوره يقدم رجلًا ويؤخر أخرى، وسألت الله أن يمدني بذارف لطفه، ووافر عطفه، وسميته "كشاف القناع عن الإقناع" والله أسأل أن ينفع به كما نفع بأصله، وأن يعاملنا بفضله، ومزجته بشرحه حتى صارا كالشيء الواحد لا يميز بينهما إلا صاحب بصر أو بصيرة، لحل ما قد يكون من التراكيب العسيرة، وتتبعت أصوله التي أخذ منها كـ "المقنع" و"المحرر" و"الفروع" و"المستوعب" وما تيسر الاطلاع عليه من شروح تلك الكتب وحواشيها، كـ "الشرح الكبير" و"المبدع"، و"الإنصاف" وغيرها مما منَّ الله تعالى بالوقوف عليه كما ستراه، خصوصًا: "شرح المنتهى" و"المبدع"، فتعويلي في الغالب عليهما، وربما عزوت بعض الأقوال لقائلها خروجًا من عهدتها، وذكرت ما أهمله من القيود، وغالب علل الأحكام وأدلتها على طريق الاختصار غير المردود، وبينت المعتمد من المواضع التي تعاوض كلامه فيها، وما خالف فيه المنتهى، متعرضًا لذكر الخلاف فيها، ليعلم مستند كل منهما، وأستغفر الله تعالى مما يقع لي من الخلل في بعض المسائل المسطورة، وأعوذ بالله من شرِّ حاسدٍ يريد أن يطفئ نور الله - ويأبى الله إلا أن يتم نوره -، ومن عثر على شيء مما طغى به القلم، أو زلَّت به القدم، فليدرأ بالحسنة السيئة، ويحضر بقلبه أن الإنسان محل النسيان، وأن الصفح عن عثرات الضعاف من


(١) المصلّي: تالي السابق، يقال: صلى إذا جاء مصليًا وهو الذي يتلو السابق؛ لأن رأسه عند صلاه. انتهى صحاح (ش). الصحاح (٦/ ٢٤٠٢). والصلا: وسط الظهر، أو ما انحدر من الوركين، أو الفرجة بن الجاعرة والذنب، أو ما عن يمين الذنب وشماله. القاموس ص/ ١٦٨١.
(٢) المجلّي: السابق في الحلبة. قاموس (ش). القاموس ص/ ١٦٤١.