للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

"الترغيب"، وقال: إنه أولى بالوقوع من قوله: أنت طالق إن شاء الله.

(أو: أنت طالق) إن يشأ الله (أو) قال: (عبدي حرٌّ إن شاء الله، أو) قال: يا طالق، أو: أنت طالق، أو: عبدي حر (إلا أن يشاء الله، أو إن لم يشأ الله، أو ما لم يشأ الله؛ طَلَقت، وعَتَق العبد.

وكذا لو قدَّم الشرط) بأن قال: إن شاء الله -أو: إن لم يشأ الله، أو: ما لم يشأ الله- فأنتِ طالق، أو عبدي حر؛ لما روى أبو حمزة (١)، قال: سمعت ابن عباس يقول: "إذا قال الرجل لامرأتِه: أنتِ طالقٌ إن شاءَ الله؛ فهيَ طالِقٌ" رواه أبو حفص (٢).

وعن ابن عمر وأبي سعيد قالا: "كُنّا معشرَ أصحابِ النبي - صلى الله عليه وسلم - نرى الاستثْنَاءَ جائِزًا في كل شيء إلا في الطلاق والعتاقِ" (٣).

ولأنه إنشاءُ حكم في محلٍّ، فلم يرتفع بالاستثناء، كالبيع والنكاح.


(١) "أبو حمزة" كذا في الأصل والمحلى (١٠/ ٢١٧) بالحاء المهملة والزاي، وفي "ذ": "أبو جمرة" بالجيم والراء المهملة. وفي الرواة عن ابن عباس: أبو حمزة -بالحاء- القصَّاب" وأبو جمرة -بالجيم- الضُّبعي. انظر: تهذيب الكمال (٣٣/ ٢٦٣، ٢٠٥).
(٢) هو ابن شاهين -كما في إعلام الموقعين (٤/ ٦٢) - وقد تقدم التعريف به (٢/ ٣١٨) تعليق رقم (٢). ولم نقف عليه في كتبه المطبوعة. وأخرجه -أيضًا- أبو عبيد كما في المحلى (١٠/ ٢١٧).
(٣) لم نقف عليه في كتب الأحاديث المسندة، وذكره ابن القيم في إعلام الموقعين (٤/ ٦٢)، قال: قال الموقعون: قال إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني، ثنا خالد بن يزيد بن أسد القسري، ثنا جميع بن عبد الحميد الجعفي، عن عطية العوفي، عن أبي سعيد الخدري، وابن عمر -رضي الله عنهم- به.
قلنا: وهنا إسناد ضعيف جدًّا، عطية العوفي ضعيف، انظر تحرير تقريب التهذيب رقم ٤٦١٦، والراوي عنه جميع لم نقف على ترجمته، فهو مجهول.