للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

(أو جَحَد ربوبيَّته، أو وحدانيته) كَفَر؛ لأن جاحد ذلك مُشرك بالله تعالى.

(أو) جَحَد (صِفَةً من صفاته) اللازمة؛ قاله في "الرعاية"؛ لأنه كجاحد الوحدانية. وفي "الفصول": شرطُه أن تكون الصفة متفقًا على إثباتها (أو اتَّخذ له) أي: لله (صاحبةً، أو ولدًا) كَفَر؛ لأنه تعالى نزَّه نفسه عن ذلك ونفاه عنه، فمتخذه مخالف له، غير منزِّه له عن ذلك.

(أو ادَّعى النبوة، أو صدَّقَ من ادعاها) بعد النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ كَفَر؛ لأنه مُكذِّب لقول الله تعالى: {وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ} (١)؛ ولقوله - صلى الله عليه وسلم -: "لا نبي بعدي" (٢).

(أو جَحَد نبيًّا) مجمعًا على نبوته؛ لأنه مُكذِّب لله، جاحد لنبوة نبي من أنبيائه (أو) جَحَد (كتابًا من كُتُبِ الله، أو شيئًا منه) لأن جَحْد شيء منه كجحده كله؛ لاشتراكهما في كون الكُلِّ من عند الله (أو جَحَد الملائكة) أو أحدًا ممن ثبت أنه مَلَك؛ كفَر؛ لتكذيبه للقرآن.

(أو) جَحَدَ (البعثَ) كَفَر؛ لتكذيبه الكتاب (٣) والسنة (٤) وإجماع


(١) سورة الأحزاب، الآية: ٤٠.
(٢) أخرجه البخاري في المغازي، باب ٧٨، حديث ٤٤١٦، ومسلم في فضائل الصحابة، حديث ٢٤٠٤، عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه.
وأخرجه البخاري -أيضًا- في أحاديث الأنبياء، باب ٥٠، حديث ٣٤٥٥، ومسلم في الإمارة حديث ١٨٤٢، عن أبي هريرة رضي الله عنه.
(٣) مثل قوله تعالى: {ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تُبْعَثُونَ} [المؤمنون: ١٦].
(٤) مثل قوله - صلى الله عليه وسلم - حديث طويل: "يجمع الله الناس يوم القيامة".
أخرجه البخاري في الأذان، باب ١٢٩، حديث ٨٠٦، وفي التفسير، باب ٥، حديث ٤٧١٢، وفي التوحيد، باب ٢٤، حديث ٧٤٣٧، ومسلم في الإيمان، حديث ١٨٢، ١٩٤، عن أبي هريرة رضي الله عنه. =