للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الأمة (١).

(أو سَبَّ الله، أو رسولَه) كَفَر؛ لأنه لا يسبه إلا وهو جاحد به (٢).

(أو استهزأ بالله) تعالى (أو كُتُبِه، أو رُسُلِه) كَفَر؛ لقوله تعالى: {قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ (٦٥) لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ} (٣) قال في "المغني" و"الشرح": ولا ينبغي أن يُكتفى في الهازئ بذلك بمجرد الإسلام، حتى يؤدَّب أدبًا يزجره عن ذلك؛ لأنه إذا لم يكتف ممن سبَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالتوبة، فهذا أولى.

(قال الشيخ (٤): أو كان مبغضًا لرسوله، أو لِما جاء به) الرسول (اتفاقًا، وقال (٤): أو جعل بينه وبين الله وسائط يتوكَّل عليهم، ويدعوهم ويسألهم إجماعًا. انتهى) أي: كفر؛ لأن ذلك كفعل عابدي الأصنام قائلين: {مَا نَعْبُدُهُمْ إلا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى} (٥).

(أو سَجَد لصنمٍ أو شمس أو قمرٍ) وعبارة "المنتهى": لكوكب، فيدخل فيه سائرُ الكواكب، كفَر؛ لأن ذلك إشراكٌ.


= وأخرجه البخاري في الرقاق، باب ٥١، حديث ٦٥٦٥، وفي التوحيد، باب ١٩، حديث ٧٤١٠، ومسلم في الإيمان، حديث ١٩٣، من حديث أنس رضي الله عنه.
(١) مجموع الفتاوى (٣/ ١٤٥).
(٢) قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في الصارم المسلول ص / ٥١٢: إن من سب الله أو سب رسوله - صلى الله عليه وسلم - كفر ظاهرًا وباطنًا، سواء كان الساب يعتقد أن ذلك محرم، أو كان مستحلًّا له، أو كان ذاهلًا عن اعتقاده، هذا مذهب الفقهاء وسائر أهل السنة القائلين بأن الإيمان قول وعمل … قال القاضي أبو يعلى في المعتمد: من سب الله أو سب رسوله - صلى الله عليه وسلم - فإنه يكفر سواء استحل سبه أو لم يستحله.
(٣) سورة التوبة، الآيتان: ٦٥ - ٦٦.
(٤) الاختيارات الفقهية ص / ٤٤٣.
(٥) سورة الزمر، الآية: ٣.