للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فلو لم يجب لما برئ من فعلهم؛ ولأنه أمكن استصلاحه، فلم يجز إتلافه قبل استصلاحه، كالثوب المتنجِّس؛ ولأن الثلاث مدة يتكرَّر فيها الرأي ويتقلب النظر، فلا يحتاج إلى أكثر منها.

ويكون القتل (بالسيف) لحديث: "إذا قَتلْتُم فأحسِنُوا القِتْلَةَ" (١).


= وقال ابن التركماني في الجوهر النقي (٨/ ٢٠٧): أخرج هذا الأثر عبد الرزاق عن معمر، وأخرجه ابن أبي شيبة عن ابن عيينة، كلاهما عن محمد بن عبد الرحمن بن عبدٍ القاري، عن أبيه، فعلى هذا هو متصل لأن عبد الرحمن بن عبدٍ سمع عمر. وقال ابن كثير في مسند الفاروق (٢/ ٤٥٧): إسناد جيد.
قال ابن حجر في التلخيص الحبير (٤/ ٥٠): تنبيه: قوله: "من مغربة" يقال بكسر الراء وفتحها مع الإضافة فيهما، معناه: هل من خبر جديد جاء من بلاد بعيدة، وقال الرافعي: شيوخ الموطأ فتحوا الغين وكسروا الراء وشددوها.
وقال البيهقي: قد روي في التأني به [يعني المرتد] حديث آخر عن عمر رضي الله عنه بإسناد متصل.
قلنا: يعني به ما أخرجه عبد الرزاق (١٠/ ١٦٥) رقم ١٨٦٩٦، وسعيد بن منصور (٢/ ٢٤٣) رقم ٢٥٨٧، وابن حزم في مختصر الإيصال الملحق بالمحلى (١١/ ١٩١)، والبيهقي (٨/ ٢٠٧)، من طريق الشعبي عن أنس رضي الله عنه، قال: بعثني أبو موسى بفتح تستر إلى عمر رضي الله عنه، فسألني عمر -وكان ستة نفر من بني بكر بن وائل قد ارتدوا عن الإسلام ولحقوا بالمشركين- فقال: ما فعل النفر من بكر بن وائل؟ قال: فأخذت في حديث آخر لأشغله عنهم، فقال: ما فعل النفر من بكر بن وائل؟ قلت: يا أمير المؤمنين قوم ارتدوا عن الإسلام ولحقوا بالمشركين ما سبيلهم إلا القتل. فقال عمر: لأن أكون أخذتهم سلمًا أحب إلي مما طلعت عليه الشمس من صفراء أو بيضاء. قال: قلت: يا أمير المؤمنين وما كنت صانعًا بهم لو أخذتهم؟ قال: كنت عارضًا عليهم الباب الذي خرجوا منه أن يدخلوا فيه، فإن فعلوا ذلك قبلت فهم، وإلا استودعتهم السجن.
صححه ابن حزم في مختصر الإيصال الملحق بالمحلى (١١/ ١٩١)، وابن كثير في مسند الفاروق (٢/ ٤٥٨).
(١) تقدم تخريجه (٢/ ٢٥) تعليق رقم (٢).