للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إذا قدم من سفر قدم يوم الخميس" (١) (ضحوة) لاستقبال الشهر تفاؤلًا (لابسًا أجمل ثيابه) أي: أحسنها؛ لأن الله جميل يحب الجمال (٢). وقال تعالى: {خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ} (٣)؛ لأنها مجامع الناس، وهذا موضع يجتمع فيه ما لا يجتمع في المسجد، فكان أولى بالزينة (وفي "التبصرة": وكذا أصحابه) أي: يلبسون أحسن ثيابهم. وجزم به في "المنتهى"؛ لأن ذلك أعظم له ولهم في النفوس (وأنَّ جميعَها) أي: الثياب (سود، وإلا فالعِمامة) لأنه - صلى الله عليه وسلم - "دخل مكَّة وعليه عِمامة حَرَقانيّةٌ" (٤) أي: سوداء؛ قاله في "الفروع" و"المبدع" (وظاهر كلامهم: غير السواد أولى) للأخبار (٥) أي: في البياض.

(ولا يتطيَّرُ) أي: يتشاءم (بشيء، وإن تفاءل، فحسنٌ) لأنه - صلى الله عليه وسلم - كان يحبُّ الفألَ الحسن، ونهى عن الطِّيرَة (٦) (فيأتي) القاضي (الجامعَ،


(١) لم نقف على من أخرجه بهذا اللفظ، وإنما أخرج البخاري في الجهاد، باب ١٠٣، حديث ٢٩٤٩، عن كعب بن مالك - رضي الله عنه -، أنه كان يقول: لقلما كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يخرج، إذا خرج في سفر إلا يوم الخميس. وأخرج أيضًا حديث ٢٩٥٠، عنه - رضي الله عنه -: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - خرج يوم الخميس في غزوة تبوك، وكان يحب أن يخرج يوم الخميس.
(٢) يشير إلى الحديث الذي أخرجه مسلم في الإيمان، حديث ٩١، عن ابن مسعود - رضي الله عنه -، مرفوعًا: "إن الله جميل يحب الجمال، الكِبْر بَطَر الحق وغَمْط الناس".
(٣) سورة الأعراف، الآية: ٣١.
(٤) أخرجه البيهقي في دلائل النبوة (٥/ ٦٨)، عن عمرو بن حريث، به.
وأخرجه مسلم في الحج، حديث ١٣٥٩، والنسائي في الزينة، باب ١٠٨، حديث ٥٣٤٣، والحميدي (١/ ٢٥٧) حديث ٥٦٦، عن عمرو بن حريث، بنحوه.
(٥) انظر ما تقدم (٢/ ١٨٠) تعليق رقم (١)، و(٦/ ٨٦) تعليق رقم (١).
(٦) أخرج ابن ماجه في الطب، باب ٤٣، حديث ٣٥٣٦، وابن أبي شيبة (٩/ ٤٠)، =