للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بحضرة الناس، زاد في "الغُنية" (١): أو على الطريق، ولا يضرُّ أكل اليسير، كالكِسْرة ونحوها) كالتفاحة.

(أو يمُدُّ رِجْليه في مَجْمَع الناس، أو يتحدَّث بمُبَاضَعَتِهِ أهلَه (٢) أو أمَتَه، أو غيرهما) لما فيه من الدناءة، وقلَّة المبالاة، وعن أبي سعيد أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "إنَّ من شرِّ (٣) الناسِ منزلةً يومَ القيامَةِ الرجل يُفضي إلى المرأةِ ثم يُفشي سِرَّها" (٤).

(أو يخاطب أهلَه، أو أَمَته، أو غيرهما بفاحش (٥) بحضرة الناس، وحاكي المضحكات، ومتزيٍّ بزِىٍّ يُسْخَر منه، ونحوه) من كل ما فيه سُخف ودناءة؛ لأن من رضيه لنفسه واستخفَّه، فليس له مروءة، ولا تحصُل الثقةُ بقوله، ومَن فعل شيئًا من هذا مختفيًا به لم يمنع من قَبول شهادته؛ لأن مروءته لا تسقط به، وكذلك إن فعله مَرَّة أو شيئًا قليلًا لم تُرد شهادته؛ لأن صغير المعاصي لا يمنع الشهادة، إذا قلّ، فهذا أولى؛ ولأن المروءة لا تختلّ بقليل هذا، ما لم يكن عادة.

(قال الشيخ (٦): وتَحرُم محاكاةُ الناس، ويعزَّر هو ومَن يأمره. انتهى) وقد عدَّه بعضُ العلماء من الغيبة.

(ولا بأس بالثِّقاف، واللعب بالحِراب، ونحوها) لأن الحبشة لعبت بين يدي النبي - صلى الله عليه وسلم -، وقامت عائشةُ تنظر إليهم وتستتر به حتى


(١) لم نقف عليه في مظانه من كتاب الغنية لعبد القادر الجيلاني.
(٢) في "ذ": "بما يصنعه مع أهله".
(٣) في "ح": "أشر"، وهو الموافق للرواية.
(٤) أخرجه مسلم في النكاح، حديث ١٤٣٧، وفيه: "منزلة عند الله".
(٥) في متن الإقناع (٤/ ٥٠٨): "بخطاب فاحش".
(٦) الاختيارات الفقهية ص/ ٥١٨.