وعكس ذلك بعكسه، فإذا كان البلد منحرفًا عن مسامتة القبلة للقطب إلى المشرق انحرف المصلي إلى المغرب بقدر انحرافه) أي بلده (وكلما كثر انحرافه إلى المشرق كثر انحراف المصلي إلى المغرب بقدره.
وإن جعل القطب وراء ظهره في الشام وما حاذاها، وانحرف قليلًا إلى المشرق، كان مستقبل القبلة.
قال الشيخ في شرح العمدة (١): إذا جعل الشامي القطب بين أذنه اليسرى ونقرة القفا، فقد استقبل ما بين الركن الشامي والميزاب اهـ.
فمطلع سهيل) وهو نجم كبير مضيء، يطلع من مهب الجنوب، ثم يسير حتى يصير في قبلة المصلي، ثم يتجاوزها، فيسير حتى يغرب بقرب مهب الدبور (لأهل الشام قبلة، ويجعل القطب خلف أذنه اليمنى بالمشرق.
وقال الشيخ -أيضًا (١) -: العراقي إذا جعل القطب بين أذنه اليمنى ونقرة القفا، فقد استقبل قبلته اهـ. ويجعله) أي القطب (على عاتقه الأيسر بإقليم مصر).
ومن استدبر الفرقدين والجدي في حال علو أحدهما وهبوط الآخر، فهو كاستدبار القطب، وإن استدبر أحدهما، في غير هذا الحال، فهو مستقبل للجهة، لكنه إن استدبر الشرقي منهما انحرف إلى المشرق قليلًا، وإن استدبر الغربي انحرف قليلًا إلى المغرب، ليتوسط الجهة، ويكون انحرافه المذكور لاستدبار الجدي أقل من انحرافه لاستدبار الفرقدين، لأنه أقرب إلى القطب منهما. وإن استدبر بنات نعش كان مستقبلًا للجهة أيضًا، لكنه عن وسطها أبعد، فيجعل انحرافه إليه أكثر، قاله في "شرح الهداية".