للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأما سقوط المباشرة باليدين، فقول أكثر أهل العلم؛ لما روى ابن عباس قال: "رأيت النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم - في يوم مطير، وهو يتقي الطين - إذا سجد - بكساء عليه، يجعله دون يديه إلى الأرض إذا سجدَ"، وفي رواية: "أن النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم - صلى في ثوب واحدٍ متوشحًا به، يتقى بفضوله حرَّ الأرض وبردها" رواهما أحمد (١).

وأما سقوط المباشرة بالجبهة، فلحديث أنس قال: "كنا نصلي مع النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - في شدةِ الحر، فإذا لم يستطع أحدنا أن يمكن جبهته من الأرض، بسط ثوبه، فسجد عليه" رواه الجماعة (٢). وروى ابن أبي حاتم بإسناده عن ابن عمر


(١) الرواية الأولى: رواها أحمد في مسنده (١/ ١٦٥)، ورواها - أيضًا - أبو يعلى (٤/ ٣٥٥) حديث ٢٤٧٠.
والرواية الثانية: رواها أحمد في مسنده (١/ ٢٥٦)، ورواها - أيضًا - عبد الرزاق (١/ ٣٥٠) حديث ١٣٦٩، وابن أبي شيبة (١/ ٢٦٩)، وأبو يعلى (٤/ ٣٣٤، ٤٥٠) حديث ٢٤٤٦، ٢٥٧٦، و(٥/ ٨٦) حديث ٢٦٨٧، والطبراني في الكبير (١١/ ٢١٠) حديث ١١٥٢٠، ١١٥٢١، من طرق عن حسين بن عبد الله بن عبيد الله بن عباس، عن عكرمة، عن ابن عباس - رضي الله عنهما -، وحسين ضعيف. كما في التقريب (١٣٣٥). والحديث ضعفه النووي في الخلاصة (١/ ٤٠٨ - ٤٠٩), وفي المجموع (٣/ ٣٦٧).
ورواه البيهقي (١/ ١٠٨) من طريق آخر عن عكرمة: عن ابن عباس - رضي الله عنهما - بنحوه، وضعفه.
قلنا: في سنده الواقدي، وهو متروك مع سعة علمه، كما قاله الحافظ في التقريب (٦٢١٥).
(٢) البخاري في الصلاة, باب ٢٣، حديث ٣٨٥، وفي مواقيت الصلاة، باب ١١، حديث ٥٤٢، وفي العمل في الصلاة، باب ٩، حديث ١٢٠٨، ومسلم في المساجد، حديث ٦٢٠, وأبو داود في الصلاة، باب ٩٣، حديث ٦٦٠، والترمذي في أبواب السفر، باب ٥٨، حديث ٥٨٤, والنسائي في التطبيق، باب ٥٩، حديث ١١١٥، وابن ماجه في الإقامة، باب ٦٤، حديث ١٠٣٣.