للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

واحد من أصحاب النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - يفعل ذلك (١)، أي لا يجلس، قال في "شرح الفروع": وليس في شيء مما ذكر دليل صريح للمطلوب، كحديث إثبات جلسة الاستراحة، واختار الخلال رواية الجلوس لها، وقال (٢): رجع أبو عبد الله إلى هذا، لما روى مالك بن الحويرث: أن النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم -: "كان يجلس إذا رفع رأسه من السجود، قبل أن ينهض" متفق عليه (٣)، وفي لفظ له أيضًا: أنه "رأى النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم - يصلي فإذا كان في وترٍ من صلاته، لم ينهض، حتى يستوي قاعدًا" (٤) رواه الجماعة، إلا مسلمًا، وابن ماجه، وذكره أيضًا أبو حميد (٥) في صفة صلاة النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، وهو حديث حسن صحيح، فيتعين العمل به والمصير إليه.

وأجيب: بأنه كان في آخر عمره عند كبره جمعًا بين الأخبار.


(١) رواه ابن أبي شيبة (١/ ٣٩٥) ولفظه: أدركت غير واحد من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - فكان إذا رفع رأسه من السجدة في أول ركعة والثالثة، قام كما هو، ولم يجلس.
(٢) المسائل الفقهية من كتاب الروايتين والوجهين (١/ ١٢٨).
(٣) البخاري بنحوه في الأذان، باب ٤٥، ١٢٧، ١٤٣، حديث ٦٧٧، ٨٠٢, ٨٢٤, ولم يروه مسلم.
(٤) رواه أبو داود في الصلاة، باب ١٤٢، حديث ٨٤٤، والترمذي في الصلاة، باب ٩٧، حديث ٢٨٧.
(٥) أخرجه أبو داود في الصلاة، باب ١١٧، حديث ٧٣٠، والترمذي في الصلاة، باب ١١٠، حديث ٣٠٤، وابن ماجه في الإقامة، باب ٧٢، حديث ١٠٦١، وابن أبي شيبة (١/ ٢٣٥)، وأحمد (٥/ ٤٢٤)، والدارمي في الصلاة، باب ٩٢، حديث ١٣٦٣، وابن الجارود حديث (١٩٢)، وابن خزيمة (١/ ٢٩٧، ٣٤١) حديث ٥٨٧، ٥٨٨، ٦٨٥، وابن المنذر (٣/ ٢٠٤)، حديث ١٥١٤، وابن حبان "الإحسان" (٥/ ١٨٢) حديث ١٨٦٧، والبيهقي (٢/ ٧٢، ١٢١، ١٢٣)، والبغوي (٣/ ١١ - ١٣) حديث ٥٥٥، ٥٥٦. وقال الترمذي: حسن صحيح.