للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ويتحرى أوقات الإجابة، وهي: الثلث الأخير من الليل، وعند الأذان، وبين الأذان والإقامة، وأدبار الصلوات المكتوبة، وعند صعود الإمام يوم الجمعة على المنبر حتى تنقضي الصلاة، وآخر ساعة بعد العصر من يوم الجمعة.

(وينتظر الإجابة) لحديث: "ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة" (١).

(ولا يعجل، فيقول: دعوت فلم يستجب لي) لما في "الصحيح" مرفوعًا: "يستجاب لأحدكم ما لم يعجل، قالوا: وكيف يعجل يا رسول الله؟ قال: يقول: قد دعوت وقد دعوت، فلم أر يستجبْ لي. فيستحسر عندَ ذلك ويدع الدعاء" (٢).

وينتظر الفرج، فهو عبادة أيضًا، قال ابن عيينة (٣): "لم يأمر بالمسألة إلا ليعطي". وروى الترمذي وصححه من حديث عبادة: "ما على الأرض مسلمٌ يدعو الله بدعوةٍ إلا آتاه الله اياها، أو صرف عنه من السوء مثلها، ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم. فقال رجل من القوم: إذن نكثر. قال: الله أكثر" (٤).

ولأحمد من حديث أبي سعيد مثله، وفيه: "إما أن يعجلها، أو يدخرها له


(١) تقدم تخريجه في التعليق السابق.
(٢) رواه البخاري في الدعوات، باب ٢٢، حديث ٦٣٤٠، ومسلم في الذكر والدعاء حديث ٢٧٣٥ (٩٢)، من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -.
(٣) انظر تفسير القرطبي (٥/ ١٦٥).
(٤) أخرجه الترمذي في الدعوات، باب ١١٦، حديث ٣٥٧٣، وعبد الله بن أحمد في زوائد المسند (٥/ ٣٣٩)، والبيهقي في شعب الإيمان (١١٣١). قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه. وصححه الحافظ في الفتح (١١/ ٩٦).