للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

(ويسجد مسبوق لسلامه مع إمامه سهوًا) لأنه صار منفردًا بسلام إمامه (و) يسجد مسبوق (لسهوه معه) أي مع إمامه.

(و) يسجد مسبوق لسهوه (فيما انفرد به) رواية واحدة، قاله في "المبدع"، وظاهره: ولو كان سجد مع إمامه لسهوه، كما يعلم مما صوروا به ست تشهدات في المغرب، ويأتي في الجماعة (حتى فيمن فارقه لعذر) أي لو سها الإمام، أو المأموم وهو معه، ثم فارقه لعذر يبيح المفارقة، فإنه يسجد للسهو، لأنه صار منفردًا.

(ولا يعيد) المسبوق (السجود إذا سجد مع إمامه لسهو إمامه) لأنه قد سجد وانجبرت صلاته، وظاهره: ولو كان من سُهي عليه فيما أدرك مع الإمام (١).

(وإن لم يسجد) المسبوق (معه) أي مع إمامه لسهوه لعذر (سجد) المسبوق (آخر الصلاة) وجهًا واحدًا، قاله في "المبدع".

(وإن لم يسجد الإمام) لسهوه (سهوًا، أو عمدًا، لاعتقاده عدم وجوبه، سجد المأموم بعد سلامه والإياس من سجوده) لأن صلاته نقصت بسهو إمامه، فلزمه جبرها، وكما لو انفرد لعذر، ولعموم قوله - صلى الله عليه وسلم -: "فعليه وعلى من خلفه" (٢).

(لكن يسجد المسبوق) الذي لم يسجد إمامه لسهوه (إذا فرغ) من قضاء ما فاته؛ لأن محل سجود السهو آخر الصلاة، وإنما كان يسجد مع الإمام متابعة له.


(١) في "ذ": ولو كان سها عليه فيما أدرك مع الإمام. وفي "ح" جعل على قوله "سهي" حرف ميم للدلالة على التكرار مما يدل على أن صواب العبارة: "ولو كان عليه سهو فيما أدركه مع الإمام، والله أعلم.
(٢) تقدم تخريجه (٢/ ٤٩١) تعليق رقم ٢.